العوامل المؤثرة على الهرمونات أثناء ممارسة الرياضة

تأثير الرياضة على الهرمونات:


تلعب الرياضة دورا هاما في حياتنا، فهي لم تعد فقط وسيلة للحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية، بل أصبحت حرفة ومصدرا مهما للكسب من طرف أغلب الرياضيين، لذلك نجدهم دائما يسعون إلى البحث عن أي ميزة يمكن أن تساعدهم على تحسين أدائهم الرياضي.


العوامل المؤثرة على الهرمونات أثناء ممارسة الرياضة
العوامل المؤثرة على الهرمونات أثناء ممارسة الرياضة.

ولهذا السبب، ظهرت للوجود الهرمونات، التي لعبت دورا هاما في هذا المجال، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على وظائف الجسم، مثل القوة، والتحمل، و الطاقة وغيرها.

في هذا المقال، سوف نطلعكم على مفهوم الهرمونات ومختلف أنواعها ونُسلط الضوء على فوائد الرياضة على التوازن الهرموني، ثم في الأخير نتناول كيف تؤثر على الأداء الرياضي .


ما هي الهرمونات؟


الهرمونات هي مادة بيولوجية يتم إنتاجها بواسطة خلايا خاصة (وهي الغدد الصماء أو الأنسجة) ويتم إفرازها مباشرة في الدم أو اللمف.

وهي تُشكل ناقلات كيميائية دقيقة تُنظم العديد من الوظائف الحيوية في أجسامنا، بدءا من النمو والتطور إلى التمثيل الغذائي والمزاج، تلعب الرياضة دورا هاما في تنظيم هذه الهرمونات، مما يُؤثر بشكل مباشر على صحتنا ورفاهيتنا.


فوائد الرياضة على التوازن الهرموني:


إذا كان من المعلوم أن الرياضة لها العديد من الفوائد الصحية والنفسية وبالتالي تقوية المناعة و التقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، فإنها تساعد أيضا على زيادة مستويات الهرمونات في الجسم، مثل التستوستيرون وهرمون النمو، مما يُحسن من الأداء الرياضي، ويُسرع من عملية بناء العضلات، لذلك سوف نشير أسفله إلى أهم فوائد الرياضة على عملية التوازن الهرموني :

 

  1. تُقلل من مستويات الكورتيزول: تُساعد الرياضة على تخفيف التوتر والقلق، مما يُقلل من إفراز الكورتيزول؛
  2. تُحسن من حساسية الأنسولين: تُساعد الرياضة على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما يُحسن من حساسية الأنسولين؛
  3. تزيد من مستويات هرمون النمو البشري: تُساعد الرياضة على بناء العضلات وإصلاح الأنسجة، مما يُزيد من مستويات هرمون النمو البشري؛
  4. تُحسن من صحة الجهاز التناسلي: تُساعد الرياضة على تحسين التوازن الهرموني، مما يُحسّن من صحة الجهاز التناسلي.


تأثير ممارسة الرياضة على الهرمونات:


توجد مجموعة من العوامل التي تؤثر على الهرمونات وخاصة أثناء ممارسة الرياضة، ومن أبرزها نجد النوع الرياضي و مدة التمرين وشدته، لذلك سوف نشير إلى هذه العوامل بالتفصيل:


  1. نوع الرياضة : تُؤثر أنواع الرياضة المختلفة على الهرمونات بطرق مختلفة، على سبيل المثال، تُؤدي تمارين القوة إلى زيادة إفراز هرمون التستوستيرون، بينما تُؤدي تمارين الكارديو إلى خفض مستويات الكورتيزول.
  2. مدة التمرين : تُؤدي التمارين ذات المدة القصيرة إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر، بينما تُؤدي التمارين ذات المدة الطويلة إلى زيادة إفراز هرمونات السعادة.
  3. شدة التمرين : تُؤدي التمارين ذات الشدة العالية إلى زيادة إفراز هرمونات النمو، بينما تُؤدي التمارين ذات الشدة المنخفضة إلى زيادة إفراز هرمونات الراحة.


لذلك سوف نشير إلى تأثير الرياضة على مختلف الهرمونات الشائعة ومن أبرزها نذكر ما يلي :


  •  هرمونات التوتر؛
  •  هرمونات السعادة؛
  •  هرمونات النمو؛
  •  الهرمونات الجنسية.


 وهو ما سوف نتناوله في الفقرات الموالية، وذلك على الشكل التالي:


تأثير الرياضة على هرمونات التوتر أو الإجهاد:

الكورتيزول: يُعرف باسم هرمون التوتر، حيث يرتفع مستواه عند التعرض للضغوطات، تُساعد الرياضة على خفض مستويات الكورتيزول، مما يُحسن من قدرة الجسم على التعامل مع التوتر والقلق.

الأدرينالين: يُفرز هذا الهرمون استجابة للخطر أو الإثارة، مما يُسبب زيادة في ضربات القلب ومعدل التنفس، تُساعد الرياضة على تنظيم إفراز الأدرينالين، مما يُعزز من التركيز واليقظة.


تأثير الرياضة على هرمونات السعادة:

الأندروفين: تُعرف باسم هرمونات السعادة، حيث تُحسن من المزاج وتُقلل من الشعور بالألم، تُحفز الرياضة إفراز الأندروفين، مما يُعطي شعورا بالنشوة والسعادة بعد التمرين.

الدوبامين: يلعب هذا الهرمون دورا هاما في التحفيز والمتعة، تُساعد الرياضة على زيادة مستويات الدوبامين، مما يُعزز الشعور بالرضا والإنجاز.

السيروتونين: يُساعد على تنظيم النوم، ويُحسن المزاج، ويُقلل من أعراض الاكتئاب.


تأثير الرياضة على هرمونات النمو:

هرمون النمو البشري: يُحفز هذا الهرمون نمو العضلات والعظام، تُساعد الرياضة على زيادة إفراز هرمون النمو البشري، مما يُعزز من قوة الجسم وكتلته العضلية وتعزيز صحة العظام، وتأخير علامات الشيخوخة.

الأنسولين: يُنظم هذا الهرمون مستويات السكر في الدم، تُساعد الرياضة على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، مما يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري.


تأثير الرياضة على هرمونات أخرى:

هرمون التستوستيرون: يُعرف باسم هرمون الذكورة، حيث يلعب دورا هاما في الرغبة الجنسية ونمو العضلات، تُساعد الرياضة على زيادة مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، مما يُعزز من الصحة الجنسية والقوة البدنية ويُحسن من الأداء الرياضي، ويُقلل أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب.

هرمون الأستروجين: يُعرف باسم هرمون الأنوثة، حيث يلعب دورا هاما في الصحة الإنجابية للمرأة، تُساعد الرياضة على تنظيم مستويات الأستروجين، مما يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الثدي ويُحسن من صحة العظام، ويُخفف من أعراض انقطاع الطمث.


الخلاصة:

استخلاصا مما سبق، فإن الرياضة تُؤثر بشكل كبير على الهرمونات، مما يُؤدي إلى العديد من الفوائد الصحية والنفسية، من المهم إذن اختيار نوع الرياضة المناسبة ومدة التمرين وشدته لضمان تحقيق أفضل النتائج، وبالتالي فهي تعد أداة قوية وفعالة لتحقيق التوازن الهرموني، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، يمكننا تحسين مزاجنا، وتقليل التوتر، وتعزيز صحتنا العامة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال