جميع فوائد الكاراتيه : الفوائد الصحية والنفسية

فوائد ممارسة الكاراتيه للأطفال:


يعتبر الكاراتيه شكل من أشكال الدفاع عن النفس ، يكرس الانضباط والثقة بالنفس ويعزز اللياقة البدنية ، فضلا أنه مفيد للجميع ذكور ، إناث، صغار ، كبار ، وحتى الكهول ، بحيث أن ممارسته مع التقدم في السن لا يشكل أي عائق.

والجدير بالذكر أن تقنيات الدفاع عن النفس المختلفة والمكتسبة خلال فترة التدريب، تساعد بشكل كبير على تطوير القوة البدنية وتحافظ على لياقة الجسم ومرونته ، وبالتالي المحافظة على الصحة العامة .


جميع فوائد الكاراتيه : الفوائد الصحية والنفسية
جميع فوائد الكاراتيه : الفوائد الصحية والنفسية.

كما يلعب عامل السن دورا مهما  في ترسيخ القيم والأخلاق الفاضلة ومحاربة الانحراف وبناء رجال الغد ، بحيث تستوعب عقول الأطفال الصغار المتلهفة الأفكار والتقنيات الجديدة بسهولة وتلقائية  ، كما تعد الطفولة واحدة من أفضل الأوقات للبدء في الطريق الصحيح نحو احترام الذات، واحترام الآخرين، إضافة إلى تعزيز الصحة البدنية والتوازن العاطفي لديهم .

وعليه فإن ممارسة الكاراتيه بالنسبة للأطفال يساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من المزايا ، صحية كانت، أم نفسية وعقلية، وخاصة بالدروس التي يستوعبونها في التدريب، يتم تجسيدها ونقلها إلى مجالات أخرى من حياتهم، كالفصول الدراسية، وحتى في المنزل .

تظهر الدراسات والأبحاث أن الكاراتيه يقدم مجموعة من الفوائد لا تعد ولا تحصى ،وعليه إذا كانت المزايا والفوائد البدنية للكاراتيه واضحة ، فلا ينبغي إهمال أيضا الفوائد النفسية والعقلية.


ماهي الفوائد الصحية والنفسية للكاراتيه؟


يعتبر وسيلة من وسائل الدفاع عن النفس :


يعد تعلم مناورات الدفاع عن النفس مهارة أساسية يتم تطويرها لدى جميع الممارسين وخاصة الأطفال ، سواء من خلال تعلم الكاراتيه أو فنون الدفاع عن النفس الأخرى .

عندما يتعرض الأطفال لمخاطر الشارع أو تجنب اعتداء وشيك الوقوع ، فإن التقنيات التي يتعلمونها في الكاراتيه تمنحهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم، حيث أن التدريب وممارسة رياضة الكاراتيه ، يمنح الأفراد وخاصة الأطفال ، الوسائل والأدوات والتقنيات التي من المحتمل أن تنقذ حياتهم أو على الأقل تجنبهم مخاطر الاعتداء ، وتمنحهم الحواس اللازمة للرد بسرعة وفعالية في المواقف الخطيرة أو التي تهدد حياتهم .

غالبية الناس لا يدركون فوائد اللياقة البدنية العديدة المرتبطة بالتعلم والتدريب على الكاراتيه ، بل أن هناك من يعتبره تمثيل وتصنع للمواقف بعيد عن الحقيقة ، في حين أن البعض الأخر يعتبره سوى روتين يومي لملء فراغ الأطفال وتغيير الجو لديهم ، لكن حقيقته أكبر من ذلك فهو يتضمن عدة أسرار لا يفهمها سوى الممارس الذي يتقنه.

إن ممارسة رياضة الكاراتيه والتدريب عليه ، يقدم مجموعة شاسعة من التمارين الممتازة للياقة البدنية، باعتباره نشاط بدني للغاية يستخدم كل مجموعة عضلية في الجسم تقريبا، بحيث يحسن القدرة على التحمل ويقوي العضلات ويعزز مرونتها، كما أن ممارسته باستمرار تساعد على فقدان الوزن وبصفة عامة تعزيز اللياقة البدنية ككل.


 تعزيز مفهوم الاحترام وتعلم مهارة الإنصات :


الكاراتيه يبدأ بالتحية وينتهي بالتحية وهي مبدأ من مبادئ فوناكوشي العشرين ، مؤسس رياضة الكاراتيه ، يكرس التحية في البداية وهي دليل على احترام الجميع بدون استثناء ، تلاميذ ، أساتذة ، أباء أقارب بل وحتى القاعة الرياضية (الدوجو) ،سواء قبل أو بعد الولوج إليها يتم تقديم التحية عن طريق وضعية ميزوبي داتشي ، لذلك يعد احترام الجميع جزءا مهما من الفنون الدفاعية ، يحتاج إليها الأطفال، وذلك من خلال الاستماع إلى تعليمات الآخرين و اتباعها ( أساتذة ، مدربين ، رؤساء وأباء ..) .


 بناء وزيادة الثقة بالنفس:


إن تعلم مهارات جديدة يزيد من ثقة الأطفال واحترامهم لذاتهم  ويقوي شخصيتهم ، سوف يحتاجون أيضا إلى تطبيق تلك المهارة المكتسبة أثناء التدرايب وذلك خلال أي مواجهة ولو كانت على سبيل التجربة .

إن التمتع بالثقة اللازمة لمواجهة المشاكل ، أمر لا يقدر بثمن ،خاصة بالنسبة لأولئك الذين هم في سن الطفولة ، كما أن التشجيع المستمر والتلقين الصحيح للكاراتيه ، يساهمان معا في بناء مستويات الثقة بالنفس لدى الأطفال ، لكونهم يتعلمون تلقائيا وبسرعة ، وخاصة عندما يلمسون في دروس الفنون الدفاعية كالكاراتيه وغيرها ، أنه يتضمن تقنيات عديدة يمكنها التغلب على خصم أكبر و أقوى منهم بمرتين أو أكثر .


يعمل على بناء الشخصية القوية :


لكي يتمكن الأطفال من الوصول إلى الرتب والدرجات العالية ،يجب عليهم إثبات مهاراتهم ،وتعزيز كفاءتهم ، إنه ليس بالأمر اليسير بل يتطلب مزيدا من الصبر والمثابرة ، عبر المرور من أحزمة دنيا إلى أحزمة أعلى درجة للوصول إلى مستوى الكمال، وبالتالي التمكن من إتقان التقنيات الأساسية ،وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاجتهاد والانضباط المستمرين .

بالإضافة إلى ذلك ، يتعلم الأطفال في فنون الدفاع عن النفس تحديد الأهداف الفردية للعمل على تحقيقها، يحرص المشاركون في دروس الكاراتيه على الحصول على الأحزمة والفوز بالمسابقات والبطولات ، و يعتبر الحزام الأسود والدرجات اللاحقة والفوز في المسابقات والبطولات هي أعلى درجات التميز .

وهو توجه فريد من نوعه يساعد الأطفال في تحديد أولويات الأنشطة للوصول إلى أهدافهم المقصودة ،وربما حتى تجاوزها ، وهو أمر محمود في كافة مناحي الحياة وبالتالي بناء شخصية قوية لديهم .


صقل مهارات القيادة :


تدور دروس الكاراتيه على وجه الخصوص،حول نظام التصنيف ،حيث تعادل الأحزمة الأعلى تحسين المهارة ،مع تقدم الأطفال وحصولهم على أحزمة أعلى درجة ، فإنهم يعملون كقادة للتلاميذ من المستوى الأدنى، وغالبا ما يساعدون في التدريب وتقديم الدعم للتلاميذ الجدد ( يظهر ذلك بوضوح خلال حصة تعلم الكاطا ، يتقدم الممارس الأعلى حزام في الأمام من أجل الاقتداء به وتقليده من طرف التلاميذ الجدد )، وبذلك فالقيادة الذاتية هي فائدة جانبية متزامنة.

تعتمد سمات القيادة على احترام الذات واحترام الآخرين ،يتم تكريس ذلك من خلال التدريب المنتظم لممارسي  الفنون الدفاعية وخاصة الأطفال ، عندما يقدمون التحية للأستاذ أثناء التدريب في الفصل أو ينتظرون أوامر المعلم ، إنه فعلا نوع من التقدير المثالي يتم بلوغه .


 يشجع الانضباط الذاتي:


في فنون الدفاع عن النفس، يتم الاعتماد على التكرار المستمر لمختلف الحركات من أجل تحقيق الكمال في المهارة أو على الأقل تحسينها ، لأن الطريقة الوحيدة للتقدم في دروس الكاراتيه هي التدريب المستمر وتكرار الحركات ومختلف الضربات كاللكم أو الركل مع العمل على ضبط التقنية وصحتها ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الممارسة المنضبطة ذاتيًا.

وبالنظر إلى أن دروس الكاراتيه،على عكس الرياضات المدرسية ، متاحة على مدار السنة ،فإن الأطفال لديهم الفرصة لصقل مهاراتهم من خلال التدريب المستمر طوال العام ، لذلك فإن الأطفال الذين يتعلمون أن يصبحوا منضبطين بشكل متزايد يتقنون أسلوبهم بمعدل أسرع.

ونتيجة لذلك فإن الانضباط الذاتي الذي تم تطويره في دروس الفنون الدفاعية ، يمتد إلى مجالات أخرى من حياة الطفل .


يعزز صحة الجسم والوزن:


يساعد النشاط البدني المنتظم لدى الأطفال على تعزيز صحة و وزن الجسم والحفاظ عليه، وتعتبر دروس الفنون القتالية لمدة ساعة واحدة ثلاث مرات في الأسبوع كافية بشأن النشاط البدني.

كما يتعلم الأطفال الذين يتبنون فنون الدفاع عن النفس إغناء أجسادهم بالأطعمة الصحية والمواد المغذية وذلك بفضل النشاط البدني المتزايد ، ومن المؤكد أن ذلك سيستمر مع مرور السنوات إلى مرحلة البلوغ ، وستبقى هذه العادات لديهم ،وبالتالي الحفاظ على أسلوب حياة قوي ومناسب.


تشجيع العمل الجماعي والانتماء:


جميع الفنون الدفاعية تعتبر  عادة رياضة فردية شأنها شأن رياضة الكاراتيه ، إلا أن العمل الجماعي لا يزال جزءا حيويا من هذه الممارسة، غالبا ما يُستخدم العمل في أزواج بين فردين أو أكثر، لتعليم السجال أو العمل على الحركات ،  كما أن التدريب في النادي يخلق أيضا شعورا بالانتماء ويخلق صداقات تدوم مدى الحياة .


قد يعتقد أن الفنون الدفاعية تكرس العنف فقط ، لكن الأمر على العكس من ذلك ،  حيث إن العديد من أساليب الفنون الدفاعية، مثل الكارتيه شوتوكان  لا يسمح بالعنف مطلقا بين التلاميذ ، بل يتم التركيز فقط على اكتساب المهارات والتقنيات مع التحكم في جميع الضربات عند التنفيذ ( le contrôle ( .


لذلك، فإن الهدف النهائي للفنون الدفاعية هو تعليم الأطفال مهارات حل النزاعات بطريقة سلمية وغير عنيفة ومساعدتهم على إيجاد طرق لتجنب المشاجرات الجسدية، كما أن الكاراتيه فيه الكثير من الأسرار لتعليمه للأطفال ، يجعلهم نشطين ويعلمهم أن يكونوا واثقين ومسالمين ومركزين، بالإضافة إلى ذلك إذا أصبح طفلك يحبه ، فيمكنه الاستمرار في ممارسته حتى مرحلة البلوغ حيث سيظل يجني الكثير من الفوائد صحية كانت أم نفسية .

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال