القائمة الرئيسية

الصفحات

القانون الرياضي المدرسي المغربي، آفاق واعدة نحو تنشئة جيل رياضي مسؤول


تُعد الرياضة المدرسية ركيزة أساسية في منظومة التربية والتعليم المغربية، حيث تُسهم في تنمية قدرات التلاميذ الجسدية والنفسية والعقلية، وتعزز روح التعاون والاندماج بينهم، لذلك حرصت المملكة المغربية على سن قانون رياضي مدرسي خاص يُنظم هذا المجال ويضمن سيرورة فعالة تُحقق الأهداف المرجوة.


القانون الرياضي المدرسي المغربي
نبذة موجزة عن الرياضة المدرسية.

ومن خلال هذا القانون، تُحدد الأهداف والمسؤوليات والمهام المتعلقة بالرياضة المدرسية، مما يُساهم في خلق بيئة مناسبة لممارسة الرياضة بشكل آمن وفعال، فماهي أبرز محاور هذا القانون؟ وأين تتجلى أهميته؟ وماذا يقصد بالأنشطة الرياضية المدرسية في مدلوله؟ وماهي مختلف التحديات التي يواجهها تنفيذه؟ وهل توجد حلول آنية لهذه الإشكالية؟


أبرز محاور القانون الرياضي المدرسي:


يتضمن القانون الرياضي المدرسي المغربي العديد من المحاور الرئيسية، أهمها:


  1. التربية البدنية والرياضية: يُلزم القانون جميع المؤسسات التعليمية بتدريس التربية البدنية والرياضية للتلاميذ، ويُحدد محتوى البرامج الدراسية لهذه المواد، وذلك طبقا للمادة 2 من القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.
  2. الجمعيات الرياضية المدرسية:  يلزم القانون بتأسيس الجمعيات الرياضية المدرسية بكل مؤسسة للتربية والتعليم المدرسي العمومي أو الخصوصي أو للتكوين المهني العمومي أو الخصوصي ، ويُحدد شروط تأسيسها ونظامها الأساسي، وذلك طبقا للمادة 3 من القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة.
  3. المسابقات الرياضية المدرسية: يُنظم القانون المسابقات الرياضية المدرسية على مختلف المستويات، ويُحدد شروط المشاركة فيها.
  4. التأطير والإشراف: يُحدد القانون شروط التأطير والإشراف على الأنشطة الرياضية المدرسية، ويُؤكد على أهمية توفير الكوادر المؤهلة.


المقتضيات التشريعية الخاصة بالرياضة المدرسية:


تخضع الرياضة المدرسية لمقتضيات الظهير الشريف رقم 150-10-1 الصادر في 13 من رمضان 1431 (24 أغسطس 2010 ) بتنفيذ القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، حيث تطرق المشرع المغربي لمختلف الأحكام الخاصة بالرياضة المدرسية من خلال المواد من 2 إلى 7 منه، وأشار إليها في الباب الأول تحت عنوان "في الأنشطة البدنية والرياضية المدرسية والجامعية".

أما بخصوص تأسيس الجمعية الرياضية المدرسية فقد نص عليها المشرع المغربي من خلال المادة 4 من القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، والتي نصت على خضوعها لأحكام الظهير الشريف رقم 376-58-1 الصادر في 3 جمادى الأولى 1378 (15 نوفمبر 1958) المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات.


أهمية القانون الرياضي المدرسي المغربي:


يلعب القانون الرياضي المدرسي المغربي دورا هاما في تحقيق العديد من الأهداف، من أهمها:


  • تعزيز الصحة البدنية والنفسية للتلاميذ: تُساهم ممارسة الرياضة في تحسين الصحة البدنية والنفسية للتلاميذ، مما يُعزز من قدرتهم على التعلم والإنتاج.
  • تنمية مهارات التلاميذ: تُساهم الرياضة في تنمية مهارات التلاميذ الحركية والذهنية، مثل مهارات التعاون والقيادة والتحمل.
  • غرس روح الرياضة والمنافسة الشريفة: يُشجع القانون الرياضي المدرسي المغربي على غرس روح الرياضة والمنافسة الشريفة لدى التلاميذ، واحترام الخصم، والتعاون مع الفريق، مما يُساهم في تنمية شخصيتهم بشكل إيجابي.
  • اكتشاف المواهب الرياضية: يُساهم القانون في اكتشاف المواهب الرياضية لدى التلاميذ وصقلها من خلال برامج رياضية مُخصصة.
  • خلق جيل رياضي مسؤول: يُساعد القانون الرياضي المدرسي على تكوين جيل رياضي مسؤول، يُدرك أهمية الرياضة في حياته، ويسعى إلى تمثيل بلاده بأفضل صورة في المحافل الدولية.
  • تعزيز الشعور بالانتماء الوطني: تُساهم الرياضة في تعزيز الشعور بالانتماء الوطني لدى التلاميذ، خاصة عند المشاركة في المسابقات الدولية.


الأنشطة الرياضية المدرسية:


يُحدد القانون الرياضي المدرسي المغربي مختلف الأنشطة الرياضية التي يُمكن للتلاميذ ممارستها، وذلك حسب الفئة العمرية والمستوى الرياضي، وتشمل هذه الأنشطة:

  • ألعاب القوى؛
  •  الألعاب الرياضية الجماعية (كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة،...
  • الألعاب الرياضية الفردية (التنس، الريشة الطائرة،...
  •  الرياضات المائية؛
  •  الرياضات القتالية؛
  • الرياضات الفردية الخاصة (رياضة المعاقين).


التحديات التي تواجه تطبيق القانون الرياضي المدرسي المغربي:


يواجه تطبيق القانون الرياضي المدرسي المغربي العديد من التحديات، أهمها:


  1. نقص الموارد المالية: تعاني بعض المدارس من نقص الموارد المالية اللازمة لتوفير المرافق الرياضية والبرامج الرياضية المُناسبة.
  2. نقص الكوادر البشرية: تعاني بعض المدارس من نقص الكوادر البشرية المؤهلة لتدريس التربية البدنية والرياضة.
  3. ضعف البنية التحتية: تعاني بعض المدارس من ضعف البنية التحتية، مما يُعيق ممارسة الرياضة بشكل آمن وفعال.


الحلول المقترحة لتجاوز التحديات:


للتغلب على التحديات التي تواجه تطبيق القانون الرياضي المدرسي المغربي، يجب اتخاذ العديد من الإجراءات، أهمها:


  1. توفير الدعم المالي: يجب على الدولة توفير الدعم المالي اللازم للنهوض بالرياضة المدرسية.
  2. تكوين الكوادر البشرية: يجب على الدولة تكوين الكوادر البشرية المؤهلة لتدريس التربية البدنية والرياضة.
  3. تحسين البنية التحتية: يجب على الدولة تحسين البنية التحتية للمدارس لتوفير مرافق رياضية مناسبة.
  4. تطوير البرامج الدراسية: العمل على تطوير البرامج الدراسية للتربية البدنية والرياضية، لتُصبح أكثر تفاعلية ومُحفزة للتلاميذ.
  5. نشر ثقافة رياضية: العمل على نشر ثقافة رياضية في المجتمع المغربي، من خلال تنظيم حملات التوعية والتثقيف.


التأهيل والتكوين في مجال الرياضة المدرسية:


يُولي القانون الرياضي المدرسي المغربي أهمية كبيرة للتأهيل والتكوين في مجال الرياضة المدرسية، وذلك من خلال:


  • تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأساتذة المكلفين بتدريس التربية البدنية والرياضية.
  • توفير الموارد البشرية والمالية اللازمة لتطوير البنية التحتية الرياضية في المؤسسات التعليمية.
  • تنظيم ورشات عمل وبرامج توعوية حول أهمية الرياضة المدرسية.


يُعد القانون الرياضي المدرسي المغربي إطارا قانونيا متقدما، يُؤسس لآفاق واعدة ومستقبل مشرق للرياضة المدرسية في المملكة، ويُشكل هذا القانون رافعة أساسية لتنمية قدرات التلاميذ الجسدية والنفسية والعقلية، وتعزيز روح التعاون والاندماج فيما بينهم، ونشر ثقافة الرياضة والممارسة الرياضية في المجتمع المغربي.

تعليقات