إصابات الركبة الأكثر شيوعا في قطاع الرياضة:
تعد إصابات الركبة من الإصابات الأكثر شيوعا لدى أغلب الرياضيين ، والتي تنتج من جراء مجموعة من العوامل في مقدمتها إما ممارسة النشاط البدني بشكل مكتف و غير صحيح ، وإما نتيجة البنية التحتية أو الجسدية للأفراد وهي أنواع كثيرة ، منها الإصابات البسيطة كالتشنجات والكدمات والخدوش وغيرها ، ومنها إصابات خطيرة كإصابات الرباط الصليبي وإصابات الأوتار وارتشاح المفصل وغيرها .
إصابات الركبة : أنواعها ،أسبابها وطرق الوقاية منها. |
في هذا المقال، سنتناول أنواع إصابات الركبة المختلفة ، ونحدد بعض الأسباب المؤدية إليها، ثم نشير في الأخير إلى طرق العلاج والوقاية منها .
أنواع إصابات الركبة ومختلف أعراضها :
تنقسم إصابات الركبة إلى عدة أنواع ، ومن أهمها نذكر مايلي :
أولا : تمزق الرباط الصليبي الأمامي
تعتبر من أكثر الإصابات شيوعا ، وخاصة على مستوى الركبة وهي تمزق الرباط
الصليبي الأمامي ، وتنتج هذه الإصابة بعد الصدمة ، إما بسبب التواء الركبة أو بعد القيام
بحركات لتمديدها، مثل تغيير الاتجاه أو الاتصال المباشر بشخص آخر أو التسديد في
الهواء أثناء لعبة كرة القدم على سبيل المثال.
ومن أعراضها : أنه يتم الشعور بألم شديد وتسمع طقطقة موضعية في الركبة ، ويصاحب
هذا الألم شعورا بعدم الاستقرار وصعوبة في تقويم الركبة وتورمها .
ثانيا : إلتواء الركبة
يحدث التواء الركبة عندما يلتوي المفصل نتيجة عدم استقرار الركبة ، مما
يؤدي إلى تمدد الأربطة، والتي قد تنتقل من التمدد البسيط إلى تمزق الأربطة ، كما يمكن
أن يشمل التواء الركبة كسر في الساق في الحالات الأكثر خطورة.
أما أعراضها : أثناء حدوث الالتواء يظهر ألم شديد وتورم مصحوب باحتمال
حدوث طقطقة في المفصل ، ويتم الشعور بعدم
الاستقرار وأن الركبة سوف تخلع من مكانها ، وأحيانا قد يصاحب هذا الالتواء عدم القدرة
على وضع القدم على الأرض ، وبالتالي يؤدي إلى صعوبة في المشي بسبب ثني الركبة وعدم
استقامتها .
ثالثا : إصابات الغضروف المفصلي
غالبا ما تحدث إصابات الغضروف المفصلي في سن متقدم ، لكن أحيانا قد
يتعرض لها الجميع بغض النظر عن عامل السن، وقد تكون ناتجة عن صدمة وترتبط بإصابات أخرى في
الركبة مثل تمزق الرباط الصليبي الأمامي أو الرباط الظنبوبي الجانبي ، وقد تنتج بسبب
لفتة سيئة أو التهاب مفاصل الظنبوب وخاصة بالنسبة لكبار السن .
أما أعراضها : عندما تحدث إصابات الغضروف المفصلي، فإنها تسبب ألما شديدا
بالإضافة إلى انسداد المفاصل وقد تكون مصحوبة بشعور بعدم الراحة في الحفرة المأبضية
.
رابعا : متلازمة الرضفة
وتسمى أيضًا متلازمة الرضفة الفخذية ، وتحدث عندما تتعرض الركبة لضغط
ميكانيكي كبير جدا على مستوى الرضفة بسبب الاحتكاك ، مما يؤدي إلى التهاب الغضروف الرضفي.
أعراضها : الشعور بألم على مستوى الجزء الأمامي من الركبة ، وتظهر
أكثر أثناء القيام بالأنشطة اليومية كالمشي، الجري، القرفصاء ، صعود السلالم، الجلوس
والنهوض وغيرها ، وعموما أعراض متلازمة الرضفة الفخذية في الأساس ركبة مؤلمة ومتورمة
أحيانا مع شعور موضعي بالدفء.
خامسا : اعتلال الأوتار الرضفي
إصابة ناتجة عن الإفراط في الاستخدام ، ويعد اعتلال الوتر الرضفي مشكلة
تسبب انحطاطا والتهابا وتهيجا في الوتر الرضفي ، بحيث يقع الألم بشكل رئيسي في الجزء الأمامي
من الركبة ولكنه أقل من ألم الرضفة.
أما أعراضها : تشبه أعراض آلام الرضفة ، و يعد اعتلال الأوتار الرضفي
أكثر شيوعا بين اللاعبين الذين يمارسون الرياضة بشكل مكثف كممارسة التمارين
الرياضية كل يوم.
سادسا : التهاب أوتار الركبة
كما يدل عليها اسمها فهي التهاب الأوتار المتواجدة في الركبة ، كوتر الرضفي،
ووتر العضلة الرباعية الرؤوس، وأوتار الركبة وأوتار الساق .
أعراضها : قد تشعر بألم متفاوت الشدة والذي قد يظهر عموما عندما يكون
الضغط على الركبة مرتفعا جدا ، بسبب الزيادة غير التدريجية في كثافة الممارسة الرياضية
على سبيل المثال .
سابعا : كسر في الركبة
تعد كسور الركبة من الإصابات الشائعة في الركبة ، وهناك نوعان من الكسور:
كسر الرضفة وكسر الهضبة الظنبوبية ،
أعراضها : يتجلى كسر الرضفة في شكل ألم شديد وعدم القدرة على تحريك الركبة
، ويلاحظ أيضا تورم في الجزء الأمامي من المفصل، مصحوبا بكدمات محتملة. أما كسر الهضبة
الظنبوبية فقد يحدث في حالة التواء شديد في الركبة أو تأثير عنيف ، وبذلك يصبح المشي
أو القيام بالحركات اليومية مستحيلا في هذه الحالة.
أسباب إصابات الركبة:
أولا : البنية التحتية
تعتبر البنية التحتية عاملا محفزا لإصابة الركبة ، ويظهر ذلك بوضوح
عندما تكون البنية التحتية الخاصة بمكان التدريب دون المستوى ، كالقاعات الرياضة
القديمة والمهترئة البنية أو الملاعب الرياضة ذات بنية متهالكة، إما بسبب ارتفاع العشب
أوالثقوب أوالمنحدرات أوالرطوبة أوالتصلب بسبب نقص الري وغيرها .
ثانيا : البنية الجسدية
لكل شخص له خصائص جسدية متباينة ، تتفاوت من شخص إلى أخر ، بحيث يمكن
أن تكون لهذه الاختلافات تأثير على خطر التعرض للإصابة إما بسبب هشاشة الأربطة أو ضعف
الجذع أو قلة المرونة أو اتساع في الحوض أو الركبتين أو عدم التوازن العضلي، وغيرها
، على سبيل المثال اللاعب الذي يعاني من ضعف في الجذع سيكون عرضة أكثر لإصابة
الركبة بسبب قلة توازنه واستقراره .
ثالثا : الإفراط في التدريب
قد يكون الإفراط في التدريب أحد العوامل المسببة لالتهاب الركبة ، وقد يظهر ذلك بوضوح بين اللاعبين الذين ينتمون إلى برنامج رياضي ويتمرنون كل يوم ، و على الرغم
من أنهم يعملون على تطوير القوة العضلية والقدرة على التحمل والقدرات البدنية المهمة
الأخرى، إلا أن الإفراط في التدريب والإرهاق قد يساهم أحيانا في إضعاف أوتار اللاعب
ومفاصله وأربطته.
طرق الوقاية من إصابات الركبة:
أولا : اختيار الحذاء الرياضي المناسب
خلال التداريب الرياضية أو أثناء كل مشاركة رياضية ، يجب العمل على اختيار حذاء رياضي مناسب ، لا ينبغي أن تكون أشرطة الحذاء طويلة جدا، من المهم اختيار الحذاء مع أشرطة قصيرة ، تجنبا لإصابة الركبة ، مع التوفر على حذاء ذو دعامة بلاستيكية مرتفعة بعض الشيء وخاصة بالنسبة للعدائين على سبيل المثال .
ثانيا : الإحماء بشكل صحيح
الإحماء ضروري قبل كل ممارسة رياضية ، والذي يهدف إلى إعداد الجسم للنشاط
الرياضي ، يعتبر فعال ويساهم بشكل كبير في التقليل من الإصابات على أرض الملعب ،
ومنها إصابة الركبة .
ثالثا: المحافظة
على رطوبة الجسم
مع العلم أن الرياضة تحفز نظام
القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، فمن المهم شرب الماء جيدا وبانتظام لتجنب أي
إصابة محتملة ومنها إصابات الركبة.
علاجات إصابات الركبة والعلاج الطبيعي:
يظل العلاج الطبيعي فعال وضروري للغاية ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإصابات
الركبة، سيكون الهدف من هذا العلاج هو تحقيق أقصى قدر من الشفاء وتعافي الجسم من أجل
تحضير اللاعب للعودة سريعا إلى التداريب ، ولذلك تعتبر برامج التمارين العصبية والعضلية
جزءا لا يتجزأ من العلاج الطبيعي وستمكن من القيام بحركات رياضية محددة ، بعد
تشخيص الحالة من طرف أخصائي العلاج الطبيعي ومعرفة العوامل المسببة للمشكلة هل هي
نقص في التوازن أو قلة القوة أو ضعف العضلات وغيرها ، وذلك من أجل التركيز على أهميتها و حلها.
في حالة التعرض لإصابات الركبة الخطيرة كإصابات الأربطة، قد تكون الجراحة إلزامية ، مع
إمكانية اللجوء إلى العلاج الطبيعي قبل وبعد العملية.
لكن بعض الإصابات الأخرى كاعتلال الأوتار الرضفي أو إصابات الأربطة قد تتطلب وقتا للراحة من أجل الشفاء والتعافي لكي لاتكرر الاصابات مرة أخرى ، كما أنه يمكن استخدام الأشرطة الضاغطة أو أجهزة تقويم العظام أثناء ممارسة النشاط البدني أو خارجه للوقاية من كل إصابة محتملة .