📁 آخر الأخبار

ما هي الكرة الذهبية "بالون دور"؟ تاريخ، معايير، وجدل حول أعظم جائزة فردية

تاريخ الكرة الذهبية... الجائزة التي تُخلد الأساطير وتُثير الجدل

في كل عام، ومع اقتراب نهاية الموسم الكروي، تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول العالم نحو لحظة تتويج استثنائية، يطلق عليها جائزة الكرة الذهبية (Ballon d'Or).

ما هي الكرة الذهبية "بالون دور"؟ تاريخ، معايير، وجدل حول أعظم جائزة فردية
ما هي الكرة الذهبية "بالون دور"؟ تاريخ، معايير، وجدل حول أعظم جائزة فردية.

هذه الجائزة ليست مجرد قطعة من المعدن اللامع، بل هي رمز التفوق الفردي الأسمى في عالم كرة القدم، تتويج لمسيرة موسم كامل من الأداء الخارق، التأثير الحاسم، والقدرة على قيادة الفريق نحو المجد. منذ تأسيسها، أصبحت البالون دور معيارا ذهبيا يُقاس به إنجاز اللاعبين الأساطير، وشهدت تتويج ألمع الأسماء في تاريخ اللعبة.

لكن، ما هي قصة هذه الجائزة العريقة؟ كيف بدأت، وكيف تطورت معاييرها على مر السنين؟ ومن يُصوت للفائز بها؟  وما هو سر هذا البريق الذي يجعلها هدفا أسمى لكل لاعب كرة قدم؟ هذا المقال سيُبحر في أعماق تاريخ الكرة الذهبية، مُستكشفا نشأتها، تطورها، المعايير التي حكمت منحها، وأبرز اللحظات المثيرة للجدل التي رافقتها، ليُقدم لك صورة شاملة عن "الجائزة التي صنعت الأساطير".

الجذور الذهبية - نشأة الكرة الذهبية وتطورها

لم تكن الكرة الذهبية دائما بهذا الشمول الذي نراه اليوم. لقد مرت بمراحل عديدة من التطور، عكست التغيرات في المشهد الكروي العالمي.

أولا: البدايات الأولى ( مابين 1956 و 1994)

وُلدت فكرة الكرة الذهبية في عام 1956 على يد رئيس تحرير مجلة "فرانس فوتبول" جابرييل هانو، الذي أراد تكريم أفضل لاعب في أوروبا. في بداياتها، كانت الجائزة تُمنح للاعبين الأوروبيين فقط الذين يُقدمون أداء استثنائيا في الدوريات الأوروبية. كان التصويت يقتصر على مجموعة من الصحفيين الرياضيين الأوروبيين. وشهدت هذه الفترة تتويج أساطير مثل ستانلي ماثيوز كأول فائز، وألفريدو دي ستيفانو، ويوهان كرويف، وفرانز بيكنباور، الذين رسخوا مكانتهم كنجوم للقارة العجوز. كانت الجائزة في هذه المرحلة تُركز بشكل كبير على اللاعب الفردي الذي يُظهر مهارات فنية عالية ويُحدث فارقا كبيرا لفريقه.

ثانيا: الانفتاح العالمي جزئيا (ما بين 1995 و 2009)

في عام 1995، اتخذت الجائزة خطوة جريئة نحو العالمية، حيث سُمح للاعبين من أي جنسية بالفوز بها، بشرط أن يكونوا يلعبون لأندية أوروبية. هذا التغيير فتح الباب أمام أساطير من خارج أوروبا للتنافس على الجائزة، وكان أول الفائزين بهذه القاعدة الجديدة هو الليبيري جورج وياه في نفس العام، تلاه نجوم عالميون مثل رونالدو البرازيلي وريفالدو. هذا التوسع عكس تزايد نفوذ اللاعبين غير الأوروبيين في الدوريات الكبرى.

ثالثا: الشراكة مع الفيفا والدمج (ما بين 2010 و 2015)

في عام 2010، حدث تحول كبير آخر عندما اندمجت الكرة الذهبية مع جائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا، لتُصبح تُعرف بـ "كرة الفيفا الذهبية" (FIFA Ballon d'Or). هذا الدمج أدى إلى تغيير في نظام التصويت ليشمل ليس فقط الصحفيين، بل أيضا مدربي وقادة المنتخبات الوطنية حول العالم. هذه الفترة شهدت الهيمنة المطلقة لـ ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، مما أثار جدلا حول تأثير التصويت الجماعي مقابل التصويت الصحفي البحت.

رابعا: العودة إلى الجذور (من 2016 حتى الآن)

في عام 2016، انتهت الشراكة بين "فرانس فوتبول" و"الفيفا"، وعادت الكرة الذهبية إلى شكلها الأصلي تحت إشراف "فرانس فوتبول" وبتصويت الصحفيين فقط. هذا الانفصال أُشيد به من قِبل البعض الذين اعتبروه عودة إلى جوهر الجائزة الأصيل، حيث يكون الاختيار مبنيا على رؤى فنية وتقييم أكثر احترافية من قِبل خبراء اللعبة. كما شهدت هذه الفترة استحداث جوائز إضافية مثل جائزة ياشين لأفضل حارس مرمى وجائزة جيرد مولر لأفضل مهاجم، مما أضاف عمقًا للاحتفال.

منذ بدايتها كفكرة طموحة في أروقة مجلة "فرانس فوتبول"، إلى أن أصبحت الجائزة الفردية الأكثر شهرة في عالم كرة القدم، قطعت الكرة الذهبية شوطا طويلا. لقد عاصرت أجيالا من اللاعبين العمالقة، وتكيفت مع تحولات اللعبة العالمية، وبقيت رمزا خالدا للتفوق. تاريخها الغني، بتحدياته وتغيراته، يُؤكد أنها ليست مجرد جائزة، بل جزء لا يتجزأ من السراث الكروي العالمي.

كيف يُحدد الفائز بالكرة الذهبية؟

لم تعد معايير الفوز بالكرة الذهبية مجرد أرقام تُسجل. إنها نسيج معقد من الأداء الفردي، النجاح الجماعي، والتأثير الكاريزمي.

1- الأداء الفردي المطلق:

هذا هو المعيار الأساسي الذي لا يتغير. يُقيّم المصوتون الأداء العام للاعب على مدار الموسم الكروي (من أغسطس إلى يوليو). لا يقتصر التقييم على الأهداف والتمريرات الحاسمة فقط، بل يشمل أيضا قدرته على المراوغة، اللمسة الفنية، الرؤية، القدرة على خلق الفرص، وحتى الدور الدفاعي للاعب (خاصة للمدافعين ولاعبي الوسط). اللاعب الذي يُقدم مستويات ثابتة ومُبهرة على مدار الموسم، ويُظهر تميزا فنيا يُبرزه عن أقرانه، يُصبح مرشحا قويا.

2- النجاحات الجماعية والألقاب المحققة

لا يُمكن للاعب أن يفوز بالكرة الذهبية بدون تحقيق إنجازات جماعية كبرى. تُعد الألقاب بمثابة شهادات على قدرة اللاعب على التأثير في فريقه لقيادة النجاح. الفوز بـ دوري أبطال أوروبا غالبا ما يكون العامل الحاسم، فهو يُعتبر المعيار الذهبي لنجاح الأندية. بالإضافة إلى ذلك، تُؤثر البطولات المحلية الكبرى (مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، الإسباني، الألماني، الإيطالي، الفرنسي)، والبطولات الدولية الكبرى مثل كأس العالم أو كأس أمم أوروبا أو كوبا أمريكا (حسب السنة)، بشكل كبير على حظوظ المرشحين. اللاعب الذي يُساهم بشكل فعال ومحوري في تتويج فريقه أو منتخب بلاده بلقب كبير يكون له الأفضلية.

3- فئة اللاعب ومسيرته الكروية (الماضي والحاضر)

على الرغم من أن الجائزة تُركز على الأداء في الموسم المعني، إلا أن "فئة" اللاعب ومكانته في عالم كرة القدم يُمكن أن تلعب دورًا غير مباشر. اللاعب الذي يمتلك مسيرة حافلة بالإنجازات ويُقدم موسما استثنائيا يُمكن أن يُحظى بتقدير إضافي. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن للكاريزما، الروح القيادية، والتأثير خارج الملعب أن تُضاف إلى تقييم المصوتين، وإن كان ذلك ليس معيارا رسميا.

4- اللحظات الحاسمة والتأثير في المباريات الكبرى:

تُرسخ الأهداف الحاسمة في المباريات النهائية، التمريرات السحرية في اللحظات العصيبة، أو الأداء البطولي في مواجهات القمة، مكانة اللاعب في أذهان المصوتين. اللاعب الذي يُمكنه الارتقاء بمستواه في المباريات الكبرى والأكثر ضغطًا، ويُسجل الأهداف التي تُغير مسار البطولات، غالبا ما يترك انطباعا أقوى.

آليات التصويت والمعايير الحديثة: الطريق إلى المجد

ليست جائزة بالون دور مجرد اختيار عشوائي، بل تخضع لعملية تصويت مُنظمة ومجموعة من المعايير التي تُوجه الاختيار.

أولا: من يُصوت؟ هل الصحفيون هم الحكام؟

بعد انفصالها عن الفيفا في عام 2016، عادت الكرة الذهبية لتعتمد بشكل أساسي على تصويت نخبة من الصحفيين المتخصصين في كرة القدم حول العالم. يُختار صحفي واحد من كل دولة مُصنفة ضمن أفضل 100 دولة في تصنيف الفيفا للرجال. يُطلب من كل صحفي اختيار خمسة لاعبين بالترتيب من الأول إلى الخامس، وتُمنح نقاط معينة لكل مركز (6 نقاط للأول، 4 للثاني، 3 للثالث، 2 للرابع، ونقطة واحدة للخامس). اللاعب الذي يحصل على أعلى مجموع نقاط هو الفائز.

ثانيا: ماهي المعايير الأساسية للتصويت؟ (التي تُعلن عنها فرانس فوتبول)

تُعد عملية التصويت للكرة الذهبية عملية دقيقة تستند إلى مجموعة من المعايير الأساسية التي تُشكل الصورة الكاملة لأداء اللاعب وتأثيره. هذه المعايير، التي تطورت بمرور الزمن، تهدف إلى تقييم اللاعب الأفضل في العالم بجميع أبعاده.
  • الأداء الفردي والجودة العامة للاعب:
هذا هو المعيار الأهم. لا يتعلق الأمر فقط بعدد الأهداف أو التمريرات الحاسمة، بل بالكفاءة الفنية للاعب، تأثيره على فريقه، قدرته على إحداث الفارق في المباريات الكبرى، ومستوى ثبات أدائه طوال الموسم. يُنظر إلى المهارات الفردية، القدرة على المراوغة، الرؤية، والقيادة.
  • الإنجازات الجماعية والألقاب المحققة:
تُعطى الأولوية للألقاب الكبرى، خاصة دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم (في سنوات المونديال)، والبطولات القارية والدولية للمنتخبات (مثل كأس أمم أوروبا وكأس العالم للأندية بنسخته الجديدة وكوبا أمريكا). الألقاب المحلية مهمة ولكن تأثيرها أقل من الألقاب القارية والدولية. النجاح الجماعي يُبرز قدرة اللاعب على المساهمة في الفوز ضمن منظومة فريق.
  • فئة اللاعب واللعب النظيف والروح الرياضية:
هذا المعيار أقل وضوحا ولكن له تأثير. يُشير إلى السلوك العام للاعب داخل وخارج الملعب، روحه الرياضية، كونه قدوة، وشخصيته الكاريزمية. على الرغم من أنه ليس العامل الأكثر تأثيرًا، إلا أنه يُمكن أن يُرجح كفة لاعب على آخر في حال تقارب المستويات.

ثالثا: الفترة الزمنية للتقييم

في الماضي، كان التقييم يُغطي السنة التقويمية (يناير إلى ديسمبر). لكن منذ عام 2022، تم تغيير الفترة الزمنية للتقييم لتُصبح موسم كرة القدم الاعتيادي (من أغسطس إلى يوليو). هذا التغيير يهدف إلى جعل الجائزة أكثر عدالة وربطا بالإنجازات الكروية خلال موسم واحد كامل.

رابعا: هل التصويت الصحفي له عيوب؟

الاعتماد على الصحفيين يمنح الجائزة طابعًا تاريخيًا وأصالة، ويُفترض أن الصحفيين لديهم رؤية أوسع وخبرة أكبر في تحليل الأداء. ومع ذلك، يُمكن أن تكون آراؤهم شخصية أو تتأثر بالجانب العاطفي أو حتى التعاطف مع لاعب معين أو نادٍ معين، مما يُعرض التصويت للانتقاد.

وبشكل عام، تتضافر هذه المعايير من الأداء الفردي المذهل والإنجازات الجماعية مع الألقاب الكبرى، بالإضافة إلى فئة اللاعب وسلوكياته، لتُشكل بوصلة المصوتين. تُبرز هذه المعايير أن طريق الفوز بالكرة الذهبية يتطلب مزيجا فريدا من الموهبة، العمل الجاد، القيادة، والقدرة على ترك بصمة خالدة في تاريخ اللعبة.

القيمة المباشرة للجائزة.. رمزية أم مادية؟

عند الحديث عن القيمة المالية للكرة الذهبية، من المهم التفريق بين القيمة المباشرة للجائزة كشيء مادي والقيمة غير المباشرة التي تترتب عليها.

1- القيمة المادية للجائزة نفسها:

إن جائزة الكرة الذهبية بحد ذاتها، كقطعة فنية، لا تُمثل قيمة مالية هائلة تُدفع للاعب مباشرة. هي عبارة عن كرة مصنوعة من النحاس تُطلى بالذهب، وتُقدر تكلفتها التصنيعية بحوالي 3000 يورو تقريبا. هذه التكلفة المادية تافهة مقارنة بالثروات التي يُحققها اللاعبون. لا تُقدم مجلة فرانس فوتبول، الجهة المانحة للجائزة، مكافأة نقدية مباشرة للفائز بها، بل هي جائزة رمزية تُعبر عن التقدير الكروي. هذا يُؤكد أن الجوهر ليس في المعدن نفسه، بل في ما يُمثله من مكانة وتقدير.

2- قيمة التأمين عليها:

نظرا لمكانتها التاريخية ورمزيتها، تُصبح الكرة الذهبية لا تُقدر بثمن بالنسبة للاعب. غالبا ما تُقدر قيمتها التأمينية بمئات الآلاف أو حتى ملايين اليورو لحمايتها من التلف أو السرقة، مما يُشير إلى قيمتها المعنوية والتاريخية التي تتجاوز بكثير قيمة مواد التصنيع. اللاعبون يُنظرون إليها كإرث يُخلد مسيرتهم، وليس كأصل مادي يُمكن بيعه في السوق المفتوحة.

بمجرد تتويج اللاعب بالكرة الذهبية، تنهال عليه العروض من كبرى الشركات العالمية. تُصبح هذه الشركات مستعدة لدفع مبالغ طائلة لربط علامتها التجارية بـ "أفضل لاعب في العالم". وبذلك، تُحدث الكرة الذهبية تحولا جذريا في القيمة التعاقدية للاعب، سواء في عقود الرعاية أو في مفاوضات الرواتب مع الأندية.
  • ارتفاع الرواتب والمكافآت:
يُعد الفوز بالكرة الذهبية بمثابة ختم الموافقة النهائي على أن اللاعب هو الأفضل في العالم. هذا الاعتراف يُترجم فورًا إلى قوة تفاوضية هائلة مع الأندية. يُصبح اللاعب قادرًا على المطالبة برواتب أعلى بكثير في عقود التجديد أو عند الانتقال إلى نادٍ جديد. غالبًا ما تُوجد بنود في عقود اللاعبين الكبار تُعرف بـ "مكافآت الكرة الذهبية" (Ballon d'Or Bonuses)، وهي مبالغ نقدية ضخمة تُدفع للاعب في حال فوزه بالجائزة. تُشير التقارير إلى أن هذه المكافآت يُمكن أن تتراوح من بضعة ملايين إلى عشرات الملايين من اليورو، اعتمادًا على حجم اللاعب والعقد. على سبيل المثال، يُعتقد أن ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كانا يمتلكان بنودًا تُدر عليهم ملايين اليوروهات لكل كرة ذهبية يفوزان بها.
  • زيادة القيمة السوقية للاعب:
الفوز بالكرة الذهبية يُعزز بشكل كبير من القيمة السوقية للاعب في سوق الانتقالات. اللاعب الذي تُوج بالجائزة يُصبح سلعة نادرة ومُرغوبة للغاية، وتزداد قيمته الانتقالية بشكل كبير. هذا يُمكن ناديه من بيعه بأسعار أعلى بكثير، أو يُجبر النادي على تقديم عقد مُحسن لائق بقيمته الجديدة للحفاظ عليه. قيمة اللاعب المادية تزداد ليس فقط لمهاراته، بل لكونه "أفضل لاعب في العالم"، مما يُمثل قيمة تسويقية هائلة للنادي الذي يلعب لصالحه.

على الرغم من أن الكرة الذهبية في جوهرها جائزة رمزية لا تُصاحبها مكافأة نقدية مباشرة من الجهة المانحة، إلا أن قيمتها المالية غير المباشرة تفوق بكثير بريقها الذهبي. إنها المفتاح السحري الذي يُطلق العنان لعقود رعاية بملايين الدولارات، يُعلي من قيمة اللاعب السوقية، ويُشكل إرثًا اقتصاديًا يمتد إلى ما بعد نهاية مسيرته الكروية. الفوز بهذه الجائزة ليس مجرد تتويج رياضي، بل هو استثمار العمر الذي يُحول أسطورة الملعب إلى ظاهرة اقتصادية عالمية.

أساطير حفروا أسماءهم في تاريخ الجائزة:

تُزين قائمة الفائزين بالكرة الذهبية أسماء من عمالقة اللعبة، الذين لم يُقدموا أداءً فرديًا مذهلًا فحسب، بل قادوا فرقهم لتحقيق إنجازات تاريخية.
  1. يوهان كرويف: أسطورة هولندا وأياكس وبرشلونة، الذي فاز بهذه الجائزة (ثلاث مرات). تميز في عالم كرة القدم بأسلوبه الشامل و"الكرة الشاملة".
  2. ميشيل بلاتيني: النجم الفرنسي الذي فاز بهذه الجائزة (ثلاث مرات). تميز بسيطرته المهمة على الكرة الأوروبية في الثمانينات مع يوفنتوس.
  3. ماركو فان باستن: المهاجم الهولندي الفذ الذي فاز بهذه الجائزة (ثلاث مرات). كما كان له الفضل في قيادة نادي ميلان لتحقيق أمجاد أوروبية.
  4. كريستيانو رونالدو: يعتبر كريستيانو رونالدو أيقونة العصر الحديث، ماكينة أهداف لا تتوقف، ورمز للعمل الجاد والطموح، وهو الشيء  الذي جعله يفوز بهذه الجائزة (خمس مرات). إنجازاته مع مانشستر يونايتد وريال مدريد ويوفنتوس جعلته واحدًا من أعظم اللاعبين في التاريخ.
  5. ليونيل ميسي: يعد اللاعب ليونيل ميسي الأكثر تتويجا بهذه الجائزة والتي بلغت ثماني مرات، ساحر كرة القدم الذي يُعيد تعريف الإبداع في الملعب. قدرته على المراوغة، التسجيل، وصناعة اللعب لا تُضاهى، وقاد الأرجنتين للفوز بكأس العالم، مما عزز مكانته الأسطورية.
كل فائز بالبالون دور يُمثل حقبة معينة في كرة القدم، ويُظهر كيف أن الجائزة تُقدر أنواعا مختلفة من التميز، من الهدافين إلى صانعي الألعاب، ومن المدافعين إلى الحراس (على الرغم من أن الفوز بها كحارس مرمى أو مدافع يبقى تحديا كبيرا).

الجدل المرافق للجائزة: هل هي دائمًا عادلة؟

على الرغم من هيبتها، لم تسلم الكرة الذهبية من الانتقادات والجدل الذي رافق العديد من قراراتها.
  • من أبرز الانتقادات الموجهة للجائزة هو ميلها الواضح نحو المهاجمين وصناع اللعب الهجوميين. نادرًا ما يفوز مدافع أو حارس مرمى بالجائزة، على الرغم من أن دورهم قد يكون حاسمًا في نجاح الفريق (فقط ليف ياشين حصدها عام 1963 كحارس). هذا يُثير تساؤلات حول مدى تقدير الجائزة للمساهمات الدفاعية غير المباشرة.
  • يُتهم البعض بأن التصويت يتأثر أحيانًا بشعبية اللاعب أو حملات الترويج الإعلامية، بدلاً من التركيز المطلق على الأداء الفني البحت. هذا الجدل ازداد حدة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
  • شهدت فترات الدمج بين "فرانس فوتبول" و"الفيفا" تغييرات في نظام التصويت، مما أثار شكوكا حول مدى نزاهة العملية. على سبيل المثال، اختلف الكثيرون حول بعض النتائج التي بدت فيها الأرقام الفردية أو الألقاب الجماعية لا تتوافق تمامًا مع الفائز.
  • هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو على الجائزة لعقد من الزمان أثار نقاشا حول ما إذا كانت الجائزة قد أصبحت مملة بسبب تكرار الفائزين، أو ما إذا كانت هذه الهيمنة تعكس ببساطة تفوقًا لا جدال فيه. في كلتا الحالتين، أدت هذه الظاهرة إلى جدل مستمر حول أحقية لاعبين آخرين لم يتمكنوا من كسر هذه الهيمنة.
هذه الانتقادات، وإن كانت جزءًا من سحر اللعبة، تُشير إلى ضرورة التفكير المستمر في كيفية جعل هذه الجائزة أكثر عدلاً وشفافية لتعكس حقًا جوهر التميز الكروي في جميع أبعاده. ففي النهاية، هي جائزة تُكرم الأساطير، ويجب أن تظل محط احترام الجميع.

خاتمة:
تُعد الكرة الذهبية أكثر من مجرد جائزة؛ إنها رمز يُخلد إنجازات عظماء كرة القدم ويُشعل حماس الجماهير. على الرغم من الجدل الذي قد يُحيط بها أحيانا، إلا أنها تبقى المعيار الأسمى للتميز الفردي في عالم اللعبة. في كل عام، تُعيد الكرة الذهبية كتابة فصول جديدة في تاريخ كرة القدم، مُذكرًة إيانا بعبقرية وبراعة اللاعبين الذين يُشكلون جوهر هذه الرياضة الساحرة.
تعليقات