من يتربع على عرش قائمة أغلى لاعبي كرة القدم حاليا؟
في عالم كرة القدم الحديث، لم يعد الأمر مجرد شغف ورياضة، بل تحول إلى صناعة ضخمة تُقدر بمليارات الدولارات. وفي قلب هذه الصناعة، يكمن سوق الانتقالات الذي يشهد صفقات فلكية تُعيد تشكيل خرائط القوى الكروية عاما بعد عام.
![]() |
من هو أغلى لاعب كرة القدم في العالم لسنة 2025؟ |
مصطلح أغلى لاعب في العالم أو بالأحرى أغلى لاعب في كرة القدم لم يعد يقتصر على مجرد قيمة مادية، بل أصبح يعكس مزيجا معقدا من الموهبة الخام، التأثير الفني، القيمة التسويقية، والإمكانيات المستقبلية. بينما نتقدم في عام 2025، يظل السؤال قائما ومثيرا للجدل: من هو اللاعب الذي يتربع حاليا على عرش الأغلى في العالم؟
الإجابة هنا ليست بسيطة، فهي تتطلب تحليلا عميقا لعوامل متعددة تُشكل قيمة النجوم في سوق الانتقالات المتغير باستمرار. في هذا المقال، سنُغوص في آليات تحديد قيمة اللاعبين، ونُلقي الضوء على أبرز الأسماء المرشحة بقوة لاحتلال هذا العرش المرموق، مُستعرضين الأسباب التي تجعلهم محط أنظار الأندية الكبرى حول العالم.
أين تتجلى قيمة اللاعب في سوق الانتقالات؟
تحديد قيمة اللاعب في كرة القدم الحديثة هو عملية معقدة تتجاوز مجرد عدد الأهداف المسجلة أو المراوغات الناجحة. هناك شبكة من العوامل المتشابكة تُساهم في صياغة هذا الرقم الفلكي:
1-الأداء الفني والتأثير على أرض الملعب:
هذا هو الأساس. يُقيم اللاعب بناءً على مستواه الحالي، ومدى تأثيره المباشر على نتائج فريقه. الأهداف، التمريرات الحاسمة، القدرة على خلق الفرص، الصلابة الدفاعية، والتحكم في إيقاع اللعب، كلها عوامل رئيسية. اللاعبون الذين يُحدثون فرقا حاسما في المباريات الكبرى والبطولات هم الأكثر قيمة.
2- العمر والإمكانيات المستقبلية:
يُفضل الأندية غالبا الاستثمار في اللاعبين الشباب الذين لا يزال لديهم سنوات عديدة من العطاء والتطور. اللاعب البالغ من العمر 20-24 عاما، الذي يُظهر إمكانيات هائلة، غالبا ما يكون أغلى من لاعب عمره 30 عاما، خاصة أن اللاعبين يصفون إلى قسمين:
- اللاعبون الشباب (أقل من 24-25 عاما) الذين يُظهرون إمكانات هائلة وموهبة فذة، تُدفع فيهم مبالغ طائلة. الأندية تُفضل الاستثمار في هؤلاء اللاعبين لعدة سنوات قادمة، مع إمكانية بيعهم بسعر أعلى في المستقبل.
- اللاعبون الأكثر خبرة (26-30 عاما) الذين وصلوا إلى ذروة أدائهم، تُقدر قيمتهم بناءً على تأثيرهم الفوري وقدرتهم على قيادة الفريق. مع تقدم العمر، تميل القيمة السوقية للاعب إلى الانخفاض تدريجيا.
3- مدة العقد الحالي:
كلما اقترب عقد اللاعب من الانتهاء، كلما انخفضت قيمته السوقية، لأن النادي البائع لا يملك سوى فرصة محدودة لتحقيق أقصى استفادة منه قبل أن يُصبح لاعبا حرا. على النقيض، اللاعب الذي يملك عقدًا طويل الأمد (ما بين 3 و 5 سنوات متبقية) تكون قيمته أعلى بكثير، لأن النادي المشتري يجب أن يدفع تعويضا كبيرا للنادي البائع.
4- الموقع في الملعب وندرته:
بعض المراكز أكثر قيمة من غيرها. على سبيل المثال، المهاجمون الهدافون وصناع اللعب المبدعون غالبا ما يكونون أغلى من المدافعين أو لاعبي الوسط الارتكازيين، نظرا لتأثيرهم المباشر على تسجيل الأهداف. كما أن ندرة الموهبة في مركز معين تُزيد من قيمتها.
5- القيمة التسويقية والشعبية:
يُمكن للاعب أن يكون "علامة تجارية" بحد ذاتها. شعبيته، عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدرته على جذب عقود الرعاية تُضيف قيمة تسويقية هائلة للنادي. هذا الجانب التجاري أصبح لا يقل أهمية عن الجانب الرياضي في صفقات اللاعبين الكبار.
6- الخبرة الدولية وسجل البطولات:
اللاعبون الذين تألقوا في البطولات الكبرى (مثل كأس العالم، دوري أبطال أوروبا) وساهموا في فوز فرقهم بالألقاب، تُزداد قيمتهم بشكل كبير. الخبرة في أعلى المستويات تُعطي الثقة بأن اللاعب قادر على الأداء تحت الضغط.
7- الإصابات وسجل اللياقة البدنية:
سجل الإصابات السابق للاعب يُمكن أن يُخفض من قيمته. الأندية تُفضل اللاعبين الذين يتمتعون بسجل لياقة بدنية نظيف ويُمكنهم الحفاظ على مستواهم دون انقطاع.
8- عوامل السوق والاقتصاد:
العرض والطلب في سوق الانتقالات، الحالة الاقتصادية للأندية الكبرى، وحتى عوامل اقتصادية عالمية، يُمكن أن تُؤثر على حجم الصفقات. على سبيل المثال، قد تُصبح الأندية أكثر حذرًا في الإنفاق خلال فترات الركود الاقتصادي.
تُقدم مواقع مثل Transfermarkt تقديرات مستمرة للقيمة السوقية للاعبين بناءً على خوارزميات تأخذ في الاعتبار معظم العوامل المذكورة أعلاه.
المرشحون الأبرز لعرش الأغلى في سنة 2025
بناءً على المعايير المذكورة أعلاه والاتجاهات الحالية في عالم كرة القدم، يُمكننا ترشيح عدد من اللاعبين الذين يُتوقع أن يكونوا ضمن الأغلى في العالم بحلول منتصف عام 2025:
أولا: كيليان مبابي (Kylian Mbappé)
على الرغم من الجدل الدائر حول مستقبل اللاعب الفرنسي كليان مبابي وانتقاله المحتمل، فإن مبابي يظل القوة الهجومية الأكثر تفجيرا في كرة القدم العالمية. سرعته الخارقة، قدرته على تسجيل الأهداف من لا شيء، وتأثيره على المباريات الكبرى يجعله دائما في صدارة القائمة.
والجدير بالذكر، أنه إذا وقع عقدا جديدا ضخما أو انتقل بصفقة كبيرة، فمن المرجح أن يُحافظ على هذا المركز، خاصة أنه لا يزال في أوج عطائه بعمر 26 عاما، لأن قيمتة السوقية، تتجاوز الـ 180 مليون يورو وقد تصل إلى 200 مليون يورو أو أكثر. أما أجره السنوي، خاصة بعد انتقاله إلى ريال مدريد، يتجاوز 26 مليون يورو صافية، بالإضافة إلى مكافآت ضخمة وحقوق صور.
ثانيا: جود بيلينجهام (Jude Bellingham)
بعد انتقال اللاعب الانجليزي جود بيلينجهام إلى ريال مدريد وتألقه الاستثنائي في مركز خط الوسط الهجومي، أثبت بيلينجهام أنه لاعب متعدد المواهب. قدرته على تسجيل الأهداف، صناعة اللعب، الضغط الدفاعي، وشخصيته القيادية رغم صغر سنه (22 عاما ) تجعله من بين الأصول الأكثر قيمة في كرة القدم.
عقده الطويل مع ريال مدريد يُزيد من قيمته السوقية، والتي ارتفعت بشكل صاروخي لتصل إلى 180 مليون يورو بفضل أدائه الاستثنائي. أما أجره السنوي يُقدر بعشرات الملايين من اليوروهات.
ثالثا: فينيسيوس جونيور (Vinicius Jr)
الجناح البرازيلي الشاب فينيسيوس جونيورالذي أصبح قوة لا يُستهان بها في ريال مدريد. سرعته، مهاراته الفردية، وقدرته على تجاوز المدافعين وتقديم التمريرات الحاسمة والأهداف الحاسمة، جعلته لاعبًا لا غنى عنه. مع تطور نضجه الكروي (25 عاما)، يُتوقع أن تُحافظ قيمته على ارتفاعها أو استقرارها في القمة. حيث بلغت قيمته السوقية تقترب بحوالي 170 مليون يورو.
رابعا: إيرلينج هالاند (Erling Haaland)
يلقب لاعب مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند بآلة تسجيل الأهداف النرويجية. قدرته البدنية الهائلة، سرعته، وقدرته الفطرية على إنهاء الهجمات تجعله مهاجما فريدا من نوعه. على الرغم من أن قيمة المهاجمين التقليديين قد تختلف، إلا أن هالاند بفعاليته المذهلة (24 عاما ) سيبقى دائما ضمن الأعلى قيمة.
قيمته السوقية في حدود 180 مليون يورو بفضل قدرته التهديفية الخارقة. أما أجره الأسبوعي يتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية.
خامسا: جمال موسيالا (Jamal Musiala)
يتميز النجم الألماني الشاب لبايرن ميونيخ بمهاراته الفنية العالية، قدرته على المراوغة، ورؤيته الثاقبة، يُعد جمال موسيالا لاعبا مُبشرا للغاية. في عمر 22 عاما، لديه متسع كبير للتطور، وإذا استمر في تقديم أداء استثنائي، فسترتفع قيمته بشكل كبير لتصل إلى 140 مليون يورو.
سادسا: فلوريان فيرتز (Florian Wirtz)
لاعب خط الوسط الهجومي الألماني فلوريان فيرتز الذي يتألق مع باير ليفركوزن. يتميز بقدرته على صناعة اللعب، التسجيل، وذكائه التكتيكي. في عمر 22 عاما، يُعتبر أحد ألمع المواهب في أوروبا، ومن المتوقع أن يكون محط أنظار الأندية الكبرى. يُعتبر أحد أثمن اللاعبين الشباب في العالم. بعد موسمه الاستثنائي مع باير ليفركوزن (الفوز بالدوري الألماني دون هزيمة).
تقدر قيمته السوقية بحوالي 140 مليون يورو حسب موقع Transfermarkt. هذه القيمة تعكس موهبته الفذة، قدرته على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، وسنه الصغير الذي يُتيح له سنوات طويلة من العطاء. أما أجره الحالي مع ليفركوزن يُقدر بعدة ملايين من اليوروهات سنويا، لكن من المتوقع أن يُضاعف هذا الأجر بشكل كبير جدا في أي انتقال مستقبلي إلى نادٍ أكبر أو في تجديد عقده.
سابعا: رودريجو جوس (Rodrygo Goes)
زميل فينيسيوس جونيور في ريال مدريد، يُقدم رودريجو أداءً متوازنا بين الجناح والمهاجم الصريح. يتميز رودريجو جوس بمهاراته الاستثنائية، سرعته الخارقة، وقدرته على إنهاء الهجمات تجعله لاعبا ذا قيمة عالية، خاصة في ريال مدريد الذي يُجيد صقل المواهب الشابة.
تقدر قيمته السوقية بأكثر من 90 ملايين يورو. أما أجره الحالي مع فريق ريال مدريد يُقدر 13 مليون يور سنويا، لكن من المتوقع أن يُضاعف هذا الأجر مستقبلا في حالة انتقاله إلى نادٍ أخر أو عند تجديد عقده.
ثامنا: الأسماء التاريخية كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسي
على الرغم من تقدمهم في العمر، لا يزالون من بين أعلى اللاعبين أجرا في العالم (خاصة بعد انتقالهم إلى دوريات خارج أوروبا مثل الدوري السعودي أو الأمريكي). قيمتهم السوقية كـ "أصول رياضية" قد تكون انخفضت، لكن "قيمتهم التجارية" وقدرتهم على جلب الرعايات والأجور لا تزال هائلة.
وبشكل عام، لا يُمكن التنبؤ دائما بسوق الانتقالات، لأن القيمة السوقية تختلف عن رسوم الانتقال المدفوعة فعليا، حيث أن هذه الأخيرة تتأثر بعوامل عديدة منها: التفاوض، حاجة النادي البائع للمال، ومدة العقد المتبقية. على سبيل المثال، قد يُنتقل لاعب قيمته السوقية 200 مليون يورو مجانا إذا انتهى عقده، أو قد يُباع لاعب بقيمة 50 مليون يورو بـ 100 مليون إذا كان النادي المشتري يُعاني من حاجة ماسة لخدماته.
أبرز اللاعبين العرب وقيمهم السوقية وأجورهم:
من الصعب الحصول على أرقام دقيقة وحاسمة لأجور اللاعبين، حيث تُعد تفاصيل العقود غالبا سرية، وتختلف التقديرات بين المصادر. ومع ذلك، بناءً على التقديرات العامة والموثوقة، يمكن تسليط الضوء على أبرز اللاعبين العرب من حيث القيمة السوقية والأجور:
أولا: اللاعب المصري محمد صلاح
يُعتبر النجم المصري محمد صلاح ولاعب فريق ليفربول الانجليزي، الأعلى بين اللاعبين العرب، وقيمته السوقية تتراوح حاليا تتراوح ما بين 60 إلى 80 مليون يورو. في حين يُعد أجره السنوي من بين أعلى اللاعبين أجرا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويُقدر أجره الصافي بما يتجاوز 20 مليون جنيه إسترليني سنويا، بالإضافة إلى عقود رعاية ضخمة تُقدر بعشرات الملايين الأخرى.
ثانيا: اللاعب المغربي أشرف حكيمي
تقدر القيمة السوقية للنجم المغربي أشرف حكيمي ولاعب باريس سان جيرمان الفرنسي من بين أعلى اللاعبين العرب قيمة، تتراوح ما بين 60 و 80 مليون يورو. في حين يصنف أجره السنوي من اللاعبين الأعلى أجرا في باريس سان جيرمان، حيث يُقدر أجره الصافي بعدة ملايين يورو سنويا.
ثالثا: اللاعب الجزائري رياض محرز:
بعد انتقال اللاعب الجزائري رياض محرز إلى الدوري السعودي ( فريق الأهلي السعودي)، قد تكون قيمته السوقية قد انخفضت قليلا في تقديرات بعض المواقع الأوروبية (في حدود 20-30 مليون يورو)، لكن قيمة الصفقة التي انتقل بها كانت أعلى بكثير. خاصة أنه يُعتبر من أعلى اللاعبين أجرا في الدوري السعودي، ويُقدر أجره السنوي الصافي بعشرات الملايين من اليوروهات (تُشير بعض التقديرات إلى أكثر من 20-35 مليون يورو).
رابعا: اللاعب السعودي سالم الدوسري
يُعتبر اللاعب السعودي سالم الدوسري الذي يتواجد مع فريق الهلال السعودي، من أعلى اللاعبين السعوديين قيمة، وتتراوح في حدود 5-10 ملايين يورو. في حين يصنف أجره السنوي من أعلى اللاعبين السعوديين أجرا، حيث يُقدر أجره بملايين الريالات السعودية سنويا.
خامسا: حارس المرمى المغربي ياسين بونو
بعد تألق الحارس المغربي ياسين بونو في كأس العالم وانتقاله إلى الدوري السعودي(فريق الهلال السعودي)، ارتفعت قيمته السوقية، وتتراوح في حدود 15-20 مليون يورو. كما أن أجره السنوي يُعتبر من أعلى حراس المرمى أجرا في الدوري السعودي، ويُقدر أجره السنوي بعدة ملايين يورو.
سادسا: اللاعب المغربي سفيان أمرابط
ارتفعت القيمة السوقية لللاعب المغربي سفيان أمرابط بشكل ملحوظ بعد كأس العالم، والتي تتراوح حاليا في حدود 25-30 مليون يورو. أما أجره السنوي فيعتمد على النادي الذي سيلعب له بشكل دائم، خاصة مع انتقاله من فرق مانشستر يونايتد ، فيورنتينا، واستقراره حاليا بفريق الوداد البضاوي المغربي.
سابعا: اللاعب المغربي إبراهيم دياز
بعد تألقه مع فريق ريال مدريد واختياره تمثيل المنتخب المغربي، ارتفعت القيمة السوقية للاعب المغربي إبراهيم دياز بشكل ملحوظ لتتجاوز 35 إلى 40 مليون يورو.
هذه الأرقام تُظهر كيف أصبح اللاعب العربي جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الكروي العالمي، وباتت أنديتهم تستثمر فيهم مبالغ طائلة، وتُقدم لهم أجورا تُنافس كبار نجوم اللعبة.
ظاهرة المواهب الشابة الصاعدة:
في المقابل، يُبرز عالم كرة القدم الحديث ظاهرة المواهب الشابة التي تُكسر كل الحواجز العمرية وتصل إلى قيم سوقية فلكية في سن مبكرة جدًا. البرازيلي إندريك والاسباني لامين يامال هما مثالان صارخان على هذه الظاهرة، وهما لا يُمثلان لاعبين من أصول عربية، بل هما نتاج لأكاديميات أوروبية عريقة وتألقوا في بيئات كروية تنافسية للغاية:
أولا: اللاعب الاسباني لامين يامال (Lamine Yamal)
يعد اللاعب الواعد لامين يامال الأيقونية الذهبية في عالم كرة القدم، هذا الجناح الإسباني الموهوب، المولود في 13 يوليوز 2007، أصبح حديث العالم بعد صعوده الصاروخي من أكاديمية لاماسيا الشهيرة إلى الفريق الأول لبرشلونة ثم المنتخب الإسباني في سن لم يتجاوز 16 عاما.
على الرغم من صغر سنه (لم يتجاوز 17 عاما بعد)، قفزت قيمته السوقية بشكل غير مسبوق لتصل إلى 200 مليون يورو، مما جعله أحد أغلى المراهقين في تاريخ كرة القدم. وبسبب قواعد الاتحاد الإسباني المتعلقة بعقود اللاعبين القصر، أجره الحالي مع برشلونة مقيد نسبيا، لكنه من المتوقع أن يُوقع عقدا ضخما عند بلوغه 18 عامًا، يُقدر بملايين اليوروهات سنويا.
ثانيا: الموهبة البرازيلية إندريك (Endrick Felipe Moreira de Sousa)
يُعد المهاجم البرازيلي إندريك المولود في 21 يوليو 2006، مثالا آخر للجنون الذي يُصاحب صفقات المواهب الشابة. لم يُشارك في أي مباراة أوروبية بعد، لكن ريال مدريد لم يتردد في دفع مبلغ ضخم لضمه. قبل أن يُكمل 18 عاما، أعلن ريال مدريد عن ضمه من نادي بالميراس البرازيلي في صفقة بلغت قيمتها 35 مليون يورو ثابتة، بالإضافة إلى 25 مليون يورو كإضافات تعتمد على الأداء والألقاب.
حسب موقع Transfermarkt، قد تُظهر قيمته السوقية حاليا حوالي 50-60 مليون يورو، لكن قيمة الانتقال الفعلية تُعطي مؤشرا أقوى على القيمة الحقيقية التي تُقدرها الأندية الكبرى. أما أجره الحالي مع بالميراس مُقيد، ولكن عقده مع ريال مدريد، يُقدر بعدة ملايين من اليوروهات سنويا، بالإضافة إلى مكافآت كبيرة على الأداء والأهداف والألقاب. منح هذا الأجر يعكس توقعات ريال مدريد بأن إندريك سيُصبح أحد نجوم المستقبل في خط الهجوم، وسيكون استثمارًا طويل الأمد يُقدم عائدا كبيرا.
وبصفة عامة، هؤلاء اللاعبون يُسلطون الضوء على حقيقة أن القيمة السوقية في كرة القدم الحديثة أصبحت تُركز بشكل كبير على الموهبة الخام والإمكانات المستقبلية، حتى لو لم يصل اللاعب بعد إلى أوج عطائه البدني الكامل.
تأثير الصفقات الكبرى والمستقبل:
سوق الانتقالات ليس ثابتة، بل تتأثر بالعديد من العوامل الخارجية والداخلية، من أهمها:
- ظهور مواهب جديدة: كرة القدم لا تتوقف عن إنتاج المواهب. قد يظهر لاعب شاب جديد يُفاجئ الجميع بأدائه ويُلقي بظلاله على الأسماء الكبرى في غضون أشهر.
- الإصابات: إصابة خطيرة لأحد اللاعبين المرشحين قد تُخفض قيمته بشكل كبير، خاصة إذا كانت إصابة طويلة الأمد أو تُهدد مسيرته.
- السياسة المالية للأندية: بعض الأندية تُفضل الاستثمار في اللاعبين الشباب بأسعار معقولة، بينما تظل أندية أخرى مستعدة لدفع مبالغ فلكية للحصول على النجوم الكبار.
- الأداء في البطولات الكبرى: بطولة كبرى مثل كأس العالم أو اليورو يُمكن أن تُغير قيمة اللاعبين بشكل جذري، حيث يُمكن للاعب غير معروف أن يُصبح نجما عالميا بين عشية وضحاها.
- التضخم في سوق كرة القدم: أسعار اللاعبين بشكل عام في تزايد مستمر، وهذا التضخم يُشير إلى أن الأرقام القياسية قد تُكسر مرارا وتكرارا.
والجدير بالذكر، أن قيمة اللاعب السوقية ليست دائما هي قيمة انتقاله الفعلية، فالقيمة السوقية هي تقدير، بينما قيمة الانتقال الفعلية هي السعر الذي يتم الاتفاق عليه بين الناديين، وقد تتأثر بعوامل إضافية مثل قوة النادي المشتري، مدى حاجة النادي البائع للمال، أو رغبة اللاعب نفسه.
ومن هنا تظهر أهمية وكلاء اللاعبين الذين يُلعبون دورا محوريا في التفاوض على العقود والأجور، ويُمكنهم رفع قيمة اللاعب من خلال إيجاد اهتمام من عدة أندية، والتفاوض على شروط أفضل، وحتى بناء صورة تسويقية للاعب.
خاتمة:
يُشكل تحديد أغلى لاعبي كرة القدم في العالم عملية معقدة تتجاوز مجرد الإحصائيات والأرقام، لتُلامس عوامل اقتصادية، رياضية، وتسويقية متداخلة. كيليان مبابي، يليه جود بيلينجهام، إيرلينج هالاند، وفينيسيوس جونيور، يُمثلون الجيل الجديد من عمالقة كرة القدم، الذين لا تُقاس قيمتهم فقط بموهبتهم، بل بإمكاناتهم الهائلة وجاذبيتهم العالمية. هذه الأرقام الفلكية تُعكس حجم صناعة كرة القدم وتُؤكد أن اللعبة لم تعد مجرد رياضة، بل استثمار ضخم تُشكل فيه القيمة السوقية للاعبين حجر الزاوية.