الكدمات الرياضية، أسبابها ،أنواعها، وطرق الوقاية والعلاج منها:
تُعد الكدمات من الإصابات الشائعة في مختلف الرياضات، سواء كانت رياضات فردية أو جماعية، وتنتج هذه الكدمات عن الضربات القوية أو الاحتكاك الشديد، مما يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد، ونزيف داخلي يسبب تورما واحمرارا وألما.
الكدمات الشائعة في عالم الرياضة. |
قد تشكل هذه الكدمات عبئا متزايدا على
الرياضيين، بدءا من ألمها المزعج إلى تأثيرها على الأداء الرياضي، في هذا المقال، سنتعرف
على مفهوم الكدمات الرياضية ، ونكشف الفرق بينها وبين الإصابات الرياضية الأخرى المشابهة،
ونحدد أيضا على التوالي أنواعها، أسبابها وأعراضها، ثم نوضح طرق الوقاية والعلاج
منها، وفي الأخير نُقدم نصائح للتعامل معها.
ما هي الكدمات الرياضية؟
هي إصابات ناتجة عن صدمة أو ضربة تسبب تمزقا في الأوعية الدموية الصغيرة دون كسر الجلد، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة، تظهر الكدمات على شكل تورم أو انتفاخ مصحوب بألم، ويتغير لونها مع مرور الوقت من الأحمر إلى الأزرق ثم الأخضر والأصفر قبل أن تختفي تماما.
لكن في بعض الأحيان، قد تشابه الكدمات الرياضية مع بعض الإصابات الرياضية الأخرى، وهي على الشكل التالي :
- التواء المفصل: هو إصابة ناتجة عن التواء المفصل بشكل غير طبيعي؛
- شد العضلات: هو إصابة ناتجة عن تمدد العضلات بشكل مفرط؛
- التمزق العضلي: هو
إصابة ناتجة عن تمزق ألياف العضلات؛
- الرضوض : هي
إصابة أعمق تشمل الأنسجة والعضلات والعظام.
أنواع الكدمات الرياضية:
تُعد الكدمات من أكثر الإصابات الرياضية شيوعا، حيث تُسبب ألما وتورما في المنطقة المصابة، وتتنوع هذه الإصابات في طبيعتها وشدتها حسب درجة حدتها، ومن أهم هذه الكدمات، نشير إلى ما يلي:
- كدمات الجلد: هي النوع الأكثر شيوعا، وتنتج عن ضربة مباشرة للجلد، تظهر هذه الكدمات على شكل بقع حمراء أو أرجوانية، وتختفي تدريجيا خلال أيام أو أسابيع.
- كدمات العضلات: تسبب ألما عميقا وتورما في العضلات، وتنتج عن إجهاد العضلات أو تمزق أليافها، قد تستغرق هذه الكدمات أسابيع أو شهورا للشفاء التام.
- كدمات العظام: تسبب
ألما شديدا وتورما في المنطقة المصابة، وتنتج عن كسر أو رضوض في العظام، قد تتطلب هذه
الكدمات عناية طبية فورية.
أسباب الكدمات الرياضية:
تحدث الكدمات الرياضية نتيجة تعرض الأنسجة الرخوة في الجسم إلى ضربة مباشرة أو قوة شديدة. وبشكل عام، تتعدد أسباب الإصابة بالكدمات الرياضية، ونذكر منها ما يلي:
- الاصطدامات: يعد الاصطدام مع لاعب آخر أو مع جسم صلب من أكثر أسباب الكدمات شيوعا في الرياضات الجماعية. مثل السقوط على الأرض أو الاصطدام بلاعب آخر؛
- الحركات المتكررة: تؤدي الحركات المتكررة والعشوائية للمفاصل والعضلات إلى احتكاك الأنسجة وتلف الأوعية الدموية الصغيرة، مما يزيد من خطر ظهور الكدمات؛
- السقوط: السقوط على سطح صلب قد يؤدي إلى كدمات واسعة النطاق، خاصة في المناطق العظمية مثل الوركين والأكتاف؛
- الضربات: التعرض لبعض الضربات القوية من ظهور الكدمات. مثل ركلة أو لكمة؛
- الضغط المتكرر: مثل احتكاك حذاء رياضي ضيق بالقدم؛
- بعض الأدوية: تزيد من خطر حدوث الكدمات، مثل مضادات التخثر وغيرها.
أعراض الكدمات الرياضية:
تختلف أعراض الكدمات الرياضية باختلاف شدتها، ولكن الأعراض الشائعة تشمل ما يلي:
- الألم: قد يكون خفيفا أو شديدا، ويعتمد على شدة الكدمة؛
- التورم: يُعد من أكثر أعراض الكدمات وضوحا، ويحدث بسبب تراكم الدم في الأنسجة المحيطة؛
- التغير في لون الجلد: يتغير لون الجلد من الأحمر إلى الأزرق ثم الأخضر والأصفر قبل أن يزول تماما؛
- الاحمرار: يظهر الاحمرار حول المنطقة المصابة نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى المنطقة.
- دفء مكان الإصابة : الشعور بالدفء في المنطقة المصابة.
- صعوبة الحركة: قد يواجه الرياضي صعوبة في تحريك المنطقة المصابة بسبب الألم والتورم.
علاج الكدمات الرياضية:
يعتمد علاج الكدمات الرياضية على شدتها، ونذكر بعض الطرق الشائعة في العلاج منها وهي كالآتي :
- الراحة: تجنب ممارسة الرياضة أو أي نشاط قد يُسبب تفاقم الكدمة؛
- الثلج: استخدام كمادات الثلج لتقليل التورم والألم، ويمكن وضع كيس ثلج ملفوف في منشفة على المنطقة المصابة لمدة تراوح بين 15إلى 20 دقيقة عدة مرات في اليوم؛
- الضغط: استخدام ضمادة ضغط خفيفة على المنطقة المصابة، وذلك لتقليل التورم؛
- الرفع: إبقاء المنطقة المصابة مرتفعة قدر الإمكان، وخاصة فوق مستوى القلب لتقليل التورم؛
- الأدوية المسكنة: يمكن تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم بناء على وصفة طبيب مختص.
- العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في استعادة الحركة والقوة في المنطقة المصابة.
في حالة الكدمات الشديدة أو التي لا تستجيب للعلاج الأولي، قد يحتاج الرياضي إلى استشارة الطبيب، والذي قد يصف أدوية أخرى أو إجراءات طبية مثل العلاج الفيزيائي وغيرها.
وعموما، تعتبر الكدمات جزء لا يتجزأ من ممارسة الرياضة، ولكن يمكن تقليل حدوثها وعلاجها بشكل فعال. من خلال فهم أسباب الكدمات وطرق الوقاية منها، وبالتالي يمكن للرياضيين الاستمتاع بممارسة الرياضة بأمان وتقليل خطر الإصابة.
الوقاية من الكدمات الرياضية:
للوقاية من الكدمات الرياضية، يجب
الالتزام بالتعليمات والنصائح التالية:
أولا : ارتداء معدات الحماية
- ارتداء واقيات الساق والركبة والكوع في رياضات مثل كرة القدم وكرة السلة والهوكي؛
- ارتداء خوذة واقية في رياضات مثل ركوب الدراجات والتزلج على الجليد؛
- ارتداء قفازات واقية في رياضات مثل الملاكمة وركوب الدراجات النارية.
ثانيا : الإحماء والتمدد أثناء ممارسة الرياضة
يُساعد الإحماء قبل ممارسة الرياضة
على تحضير العضلات والأنسجة لممارسة الرياضة، مما يقلل من خطر الإصابة بالكدمات،
كما يساعد أيضا التمدد بعد ممارسة الرياضة من تقليل تيبس العضلات.
ثالثا : شرب الماء بكثرة
يُساعد شرب الماء على ترطيب الجسم، مما يجعل الأنسجة أكثر مرونة وأقل عرضة للإصابة، لذلك ينصح بشرب الماء بكميات كافية خلال اليوم ، وخاصة أثناء ممارسة الرياضة .
رابعا : تعلم تقنيات السقوط الصحيحة
في بعض الرياضات، مثل الجمباز والرياضات
القتالية، من المهم تعلم تقنيات السقوط الصحيحة للحد من خطر الإصابة بالكدمات.
خامسا : تجنب ممارسة الرياضة في حالة الإجهاد أو التعب
يزيد الإجهاد والتعب من خطر التعرض للإصابات، بما في ذلك الكدمات، لذلك ينصح بتجنب ممارسة الرياضة في حالة الإجهاد أو التعب الشديد.
متى يجب القلق بشأن الكدمات الرياضية؟
في معظم الحالات، تكون الكدمات الرياضية بسيطة ولا تستدعي القلق، وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب في الحال، مثل:
- الكدمات الكبيرة أو العميقة: إذا كانت الكدمة كبيرة جدا أو عميقة، فقد تكون علامة على وجود كسر أو تمزق عضلي.
- الكدمات المتكررة: إذا كان الطفل يعاني من كدمات متكررة بدون سبب واضح، فقد يكون ذلك مؤشرا على وجود مشكلة صحية كامنة، مثل اضطراب النزف.
- الكدمات المصحوبة بأعراض أخرى: إذا كانت الكدمة مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى أو التقيؤ أو الدوار أو صعوبة في التنفس، يجب استشارة الطبيب على الفور.
- الكدمات في مناطق حساسة: إذا كانت الكدمة موجودة في منطقة حساسة مثل الرأس أو البطن، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود إصابة داخلية.
العودة إلى ممارسة الرياضة بعد الاصابة بالكدمات :
قبل العودة إلى ممارسة الرياضة بعد الإصابة بالكدمات الرياضية، يجب استشارة الطبيب أو المعالج الفيزيائي. حيث يمكن للطبيب أو المعالج الفيزيائي تحديد مدى شفاء الإصابة وتقديم برنامج تدريبي مناسب للعودة إلى النشاط البدني تدريجيا.
وبناء على ما سبق ذكره، تُعد الكدمات من أكثر الإصابات الرياضية
شيوعا لدى الرياضيين، ولتقليل خطر الإصابة من هذه الكدمات وتحسين الأداء الرياضي ،
يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة ، وذلك من خلال إتباع التعليمات والنصائح المشار
إليها سلفا، وخاصة أن مدة الشفاء تختلف حسب شدة الكدمة.
ولكن بشكل عام، تزول الكدمات البسيطة خلال أيام قليلة، بينما قد تستغرق الكدمات المتوسطة أو الشديدة أسبوعا أو أكثر حسب الحالات.