القائمة الرئيسية

الصفحات

 إصابات العمود الفقري-أسبابها،أعراضها، أنواعها وطرق الوقاية والعلاج:


يعد العمود الفقري بمثابة الداعم الرئيسي لجسم الإنسان، فهو الذي يتيح لنا حركية دائمة لجميع أعضاء الجسد، لكن رغم هذه الدعامة الدقيقة فمن من المحتمل التعرض للإصابات، خاصة لدى فئة الرياضيين الذين يمارسون أنشطة بدنية قوية تجهد أجسامهم.

وتعتبر إصابات الظهر (خاصة العمود الفقري) لدى الرياضيين، من أكثر الإصابات شيوعا وخطورة حيث أنها يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة تعيق قدرتهم على المشاركة في الألعاب الرياضية.


إصابات العمود الفقري الشائعة لدى الرياضيين
 إصابات العمود الفقري الشائعة لدى الرياضيين.

في هذا المقال، سنسلط الضوء بإيجاز على إصابات العمود الفقري الشائعة لدى فئة الرياضيين، متناولين أنواعها، أسبابها، أعراضها، وطرق الوقاية والعلاج منها.

ماهي إصابات العمود الفقري؟


يشبه العمود الفقري هيكلا عظميا مركبا يمتد من الجمجمة إلى أخر الظهر، يتكون من حوالي ثلاثة وثلاثين فقرة مرتبطة بعضها ببعض وتتصل بالحبل الشوكي ، وهو ما يعد حماية في حد ذاته، وبالتالي يشكل شبكة معقدة من الأعصاب التي تنقل الإشارات بين الدماغ والحبل الشوكي و​​ بقية الجسم، حيث تؤدي إصابة الحبل الشوكي إلى تعطيل هذه العملية المعقدة وتسبب ألما شديدا من شأنه أن يؤثر على الصحة البدنية .


تأثير إصابات العمود الفقري على الرياضيين:


تشكل إصابات العمود الفقري من أخطر الإصابات شيوعا لدى فئة الرياضيين، وتُشكل تهديدا خطيرا على مسارهم الرياضي، لأنه يمكن أن تسبب:


  1. الألم المزمن: يعاني العديد من الرياضيين من إصابات في الظهر وخاصة في العمود الفقري من آلام مزمنة ، مما يحد من قدرتهم على التدريب بشكل طبيعي ويؤثر بذلك على صحتهم وحياتهم .
  2. فقدان القدرة على الحركة: في بعض الحالات، قد تُؤدي إصابات العمود الفقري إلى فقدان جزئي أو كلي للقدرة على الحركة، مما قد يُجبر الرياضي على اعتزال الرياضة بشكل نهائي.
  3. التأثيرات النفسية: تُسبب إصابات العمود الفقري، خاصة تلك التي تؤدي إلى فقدان القدرة على اللعب، ضغوطًا نفسية كبيرة على الرياضيين، مما قد يُؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب.


أسباب إصابات العمود الفقري لدى الرياضيين:


تتعدد أسباب إصابات العمود الفقري لدى الرياضيين، ونذكر من أهمها:


  • الحركات المتكررة: تُؤدي الحركات المتكررة، مثل الركض والقفز والانحناء، إلى إجهاد عضلات وأربطة العمود الفقري، مما يُزيد من خطر الإصابة.
  • الإفراط في ممارسة الرياضة: قد يُؤدي التدريب المُفرط دون فترات راحة كافية إلى إجهاد العضلات والأربطة، مما يُزيد من خطر الإصابة.
  • الصدمات: تُعدّ السقوط والاصطدامات من أكثر أسباب إصابات العمود الفقري شيوعا لدى الرياضيين.
  • ضعف العضلات: يؤدي ضعف عضلات البطن والظهر إلى انعدام تباث العمود الفقري، مما يُزيد من احتمال التعرض للإصابة.
  • سوء التغذية: يُمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية المهمة، مثل الكالسيوم وفيتامين د، إلى ضعف عظام العمود الفقري، مما يُزيد من خطر الإصابة بالكسور.
  • الحالة النفسية: يُمكن أن تؤدي العوامل النفسية، مثل التوتر والقلق، إلى زيادة توتر عضلات الظهر، مما يُزيد من خطر الإصابة.


أعراض إصابات العمود الفقري لدى الرياضيين:


تختلف أعراض إصابات العمود الفقري لدى الرياضيين حسب نوع الإصابة وموقعها، وتشمل بعض الأعراض الشائعة:


  • الألم: يُعد الألم أكثر أعراض إصابات العمود الفقري شيوعا، وقد يكون حادا أو مزمنا، ويُمكن أن يُشع إلى الذراعين أو الساقين.
  • التيبس: يُمكن أن تُؤدي إصابات العمود الفقري إلى تيبس المفاصل، مما يحد من حركة الرياضي.
  • ضعف العضلات: يُمكن أن تُؤدي إصابات العمود الفقري إلى ضعف عضلات الظهر أو الساقين.
  • الخدر والوخز: يُمكن أن تُؤدي إصابات العمود الفقري إلى الشعور بالخدر أو الوخز في الذراعين أو الساقين.
  • الشلل: في الحالات الشديدة، يُمكن أن تُؤدي إصابات العمود الفقري إلى الشلل.


أنواع إصابات العمود الفقري الشائعة في الرياضة:


تختلف أنواع إصابات الظهر التي تحدث عادةً في الألعاب الرياضية اعتمادًا على نوع الرياضة التي يتم ممارستها، ولكن بعض الأنواع الأكثر شيوعًا تشمل :


  • انزلاق الفقرات: يحدث هذا الانزلاق بسبب تتحرك فقرة واحدة أو أكثر خارج مكانها الأصلي .
  •  إصابات الحبل الشوكي : هي إصابات خطيرة في النخاع الشوكي تحدث نتيجة تلف في العمود الفقري وقد تسبب إعاقة جزئية أو كاملة .
  • فتق القرص: يحدث فتق القرص عندما يُمزق الغضروف المُوجود بين الفقرات ويخرج من مكانه.
  • التهاب المفاصل: يُصيب التهاب المفاصل مفاصل العمود الفقري، مما يُسبب الألم والالتهاب.
  • الكسور: قد تُؤدي السقطات والاصطدامات القوية إلى كسور في فقرات العمود الفقري.
  • الإصابات العضلية: قد تُؤدي الحركات المفاجئة أو الإفراط في ممارسة الرياضة إلى إصابات عضلية في الظهر أو الرقبة.


عوامل الخطر للإصابة بإصابات العمود الفقري في الرياضة:


هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بإصابات العمود الفقري في الرياضة، منها:


نوع الرياضة: بعض الرياضات، مثل كرة القدم والجمباز وكرة القدم الأمريكية، تُعد أكثر عرضة للإصابات في العمود الفقري من غيرها.

طريقة التدريب غير الصحيح: قد تُؤدي طرق التدريب غير الصحيح إلى زيادة خطر الإصابة.

الإجهاد: قد يُؤدي الإجهاد والتعب إلى ضعف العضلات والمفاصل، مما يُزيد من خطر الإصابة.

الحالة الصحية : من المحتمل أن تسبب ضعف العضلات  من خطر الإصابة.

التاريخ الطبي : قد يشكل التعرض لإصابات في السابق على مستوى العمود الفقري من مخاطر  التعرض للإصابة مرة أخرى.


الوقاية من إصابات العمود الفقري في الرياضة:


هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية من إصابات العمود الفقري في الرياضة، منها:


  • التدريب بشكل سليم : وهو ما يستوجب على الرياضيين الذين يطمحون إلى أداء أمثل، من إتباع برنامج تدريبي ملائم يساعدهم على تقوية عضلاتهم بشكل جيد.
  • استخدام معدات الوقاية: يجب على الرياضيين استخدام معدات الوقاية المناسبة، مثل خوذات الرأس وألواح الركبة، للحد من خطر الإصابة.
  • الإحماء والتمدد: من أساسيات التدريب الرياضي السليم تمارين الإحماء والتمدد، وذلك قبل أي ممارسة رياضية .
  • الاستماع إلى الجسم: يجب على الرياضيين التوقف عن ممارسة الرياضة في حال شعروا بألم أو إجهاد غير طبيعي.
  • العلاج الطبيعي: يمكن من العلاج الطبيعي أن يساعد بشكل كبير على تقوية العضلات وتحسين مرونتها وتجنب مخاطر التعرض للإصابة.


تشخيص إصابات العمود الفقري:


يكون تشخيص إصابات العمود الفقري غالبا عن طريق الفحص السريري وهو الذي يحدد الطبيب المختص حسب الحالات ، وخاصة أنه يمكن التركيز على حركة المريض وقوة عضلاته وغيرها ، وقد تُستخدم أحيانا بعض الفحوصات الإضافية مثل:


  1. الأشعة السينية: تُظهر صورا للفقرات والأقراص الغضروفية.
  2. التصوير بالرنين المغناطيسي: يُقدم صورا أكثر تفصيلا للعمود الفقري والحبل الشوكي.
  3. الأشعة المقطعية: تُستخدم لتقييم كسور العمود الفقري.


علاج إصابات العمود الفقري:


يعتمد علاج إصابات العمود الفقري على شدة الإصابة، وتشمل طرق العلاج ما يلي:


  • الراحة: في بعض الحالات، قد يكون الراحة هو العلاج الوحيد اللازم.
  • الثلج: يُساعد الثلج على تقليل التورم والألم.
  • الأدوية: قد يُصف الطبيب بعض الأدوية لتسكين الألم والالتهاب.
  • العلاج الطبيعي: يُساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلات وتحسين المرونة وتقليل خطر الإصابة مرة أخرى.
  • الجراحة: في بعض الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية.


تشكل إصابات العمود الفقري لدى فئة الرياضيين مجالا في بالغ الأهمية، يقتضي منا دراسته ومعرفة مخاطره ، وخاصة لتأثيرها السلبي على هذه الفئة ، وخاصة مع ازدياد شعبية الرياضة وارتفاع مستوى المنافسة، أصبح الرياضيون أكثر عرضة لهذه لإصابات، مما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم ومستقبلهم.

لذلك، من المهم إتباع أساليب الوقاية في هذا المجال لتجنب المخاطر المحتملة، مثل الإحماء والتمدد، وتقوية عضلات الظهر، واستخدام المعدات المناسبة وغيرها.

تعليقات