القائمة الرئيسية

الصفحات

التطور التشريعي والتنظيمي للرياضة البارالمبية :


لقد حظيت الرياضة البارالمبية، باهتمام متزايد في جميع دول العالم، باعتبارها ظاهرة إنسانية فريدة من نوعها، تُجسد قيم التحدي والإرادة والعزيمة لدى الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، فمنذ نشأتها، فتحت آفاقا جديدة لإدماج هذه الفئة في المجتمع وتحقيق المساواة في مختلف جوانب الحياة.


الرياضة البارا أولمبية في القانون المغربي
 الرياضة البارالمبية في القانون المغربي.

وفي المغرب، عرفت هذه الرياضة تطورا مهما على جميع الأصعدة، وخاصة على المستوى التشريعي، حيث تم سن قوانين وتشريعات تُنظم ممارستها وتعزز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة.


التطور التاريخي للرياضة البارالمبية في المغرب:


شهدت الرياضة البارالمبية في المغرب مسارا متطورا عبر مراحل تاريخية مختلفة:


  • منذ 1956: تم تأسيس أول جمعية رياضية لذوي الإعاقة في المغرب سنة 1956، مما شكل انطلاقة حقيقية لهذه الرياضة.
  • منذ 1980: تم تأسيس اللجنة البارالمبية المغربية سنة 1980، مما ساهم في تنظيم وتطوير الرياضة البارا أولمبية على المستوى الوطني.
  • منذ 2000: حظيت الرياضة البارالمبية بدعم حكومي متزايد، مما أدى إلى تأسيس مراكز تدريب متخصصة وزيادة المشاركة في المنافسات الدولية.


القوانين والتشريعات المنظمة للرياضة البارالمبية في المغرب:


لقد عرفت الرياضة البارالمبية المغربية، تطورات مهمة على مستوى التشريع الوطني ، حيث كانت انطلاقتها الأولى من الدستور المغربي، ومرورا بعدة قوانين خاصة تكرس مجموعة من المكتسبات الحقوقية لهذه الفئة، ثم بعد ذلك ظهرت بهذا الخصوص عدة قرارات وزارية مهمة، وهي على الشكل التالي :


  1. دستور المملكة المغربية: يُقر الدستور المغربي بمبدأ المساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن الإعاقة، ويؤكد على حقهم في ممارسة الرياضة.
  2. القانون رقم 104.12 المتعلق بحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: يُحدد هذا القانون الحقوق الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال الرياضة، بما في ذلك الحق في المشاركة في الأنشطة الرياضية والوصول إلى المنشآت الرياضية.
  3. القرار الوزاري رقم 147.13 المتعلق بتنظيم وتطوير الرياضة البارالمبية: يُحدد هذا القرار شروط ممارسة الرياضة البارالمبية وتنظيم المسابقات على المستوى الوطني.
  4. القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة: يُحدد هذا القانون أهداف الرياضة البارالمبية، ويُنظم ممارستها، ويُحدد حقوق وواجبات ممارسيها.
  5. القرار الوزيري رقم 144.10 المتعلق بتحديد شروط وتدابير تنظيم الأنشطة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة: يُحدد هذا القرار شروط تنظيم الأنشطة الرياضية البارالمبية، ويُحدد مهام اللجان والهيئات المسؤولة عن هذه الرياضة.


أهم المؤسسات والهيئات المسؤولة عن الرياضة البارالمبية في المغرب:


تُشرف على الرياضة البارالمبية في المغرب مجموعة من المؤسسات، أهمها:


أولا :اللجنة الوطنية البارالمبية المغربية

 هي المسؤولة عن تسيير وتنظيم الرياضة البارالمبية في المغرب، وتمثيلها على الصعيد الدولي، وقد أشار إليها المشرع المغربي في الفرع الثالث من القسم الثاني، المواد من 45 إلى 48 من القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة .


ثانيا :الجامعات الملكية المغربية للرياضة 

تُعنى بتنظيم وتطوير الرياضة البارالمبية في مختلف الرياضات الفردية والجماعية، وهي التي أشار إليها المشرع المغربي في القسم الأول من الفرع الثاني ،المواد من 22 إلى 31 من القانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة .


ثالثا: الجمعيات الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة

تُساهم في نشر ثقافة الرياضة البارالمبية، وتوفير فرص ممارستها للأشخاص ذوي الإعاقة.


أبرز التحديات التي تواجه الرياضة البارالمبية في المغرب:


على الرغم من التطور الذي شهدته الرياضة البارالمبية في المغرب، إلا أنها تواجه بعض التحديات، أهمها:


النقص في المنشآت الرياضية المخصصة لذوي الإعاقة: لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من المنشآت الرياضية المجهزة خصيصًا لذوي الإعاقة.

ضعف الوعي المجتمعي بأهمية الرياضة البارالمبية: لا يزال هناك نقص في الوعي بأهمية الرياضة البارالمبية ودورها في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.

قلة الدعم المالي: تواجه بعض الجمعيات الرياضية لذوي الإعاقة صعوبات مالية في توفير المعدات والتمويل اللازم للمشاركة في المسابقات الدولية.


الحلول المقترحة لمواجهة هذه التحديات :


للتغلب على التحديات التي تواجه الرياضة البارالمبية، يجب اتخاذ مجموعة من الإجراءات، أهمها:


تخصيص المزيد من الميزانيات للرياضة البارالمبية: من أجل توفير الإمكانيات اللازمة لتطويرها وازدهارها.

تطوير البنية التحتية: لضمان سهولة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى المنشآت الرياضية.

نشر ثقافة الإدماج: من خلال حملات التوعية والتحسيس، لخلق بيئة مجتمعية تُشجع على اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة.


المستقبل الواعد للرياضة البارالمبية في المغرب:


تُبشر المؤشرات بتطور واعد للرياضة البارالمبية في المغرب، وذلك بفضل:


الاهتمام الحكومي المتزايد: تواصل الحكومة المغربية دعمها للرياضة البارا أولمبية من خلال تخصيص ميزانيات وخطط عمل لتطويرها.

تزايد الوعي المجتمعي: تُساهم الأنشطة التوعوية والفعاليات الرياضية في نشر ثقافة الاندماج والمساواة بين الأشخاص ذوي الإعاقة.

إنجازات الأبطال البارالمبيين: تُساهم إنجازات الأبطال البارالمبيين في المغرب في تحفيز الشباب ذوي الإعاقة على المشاركة في الرياضة.


أهم أنواع الرياضات البارالمبية :


تضم الألعاب البارالمبية مجموعة واسعة من الرياضات المتنوعة، بعضها مشابه للألعاب الأولمبية مثل ألعاب القوى والسباحة ورفع الأثقال، بينما تتميز رياضات أخرى بطابعها الخاص، مثل كرة الهدف وركوب الدراجات اليدوية، وتُمارس في المغرب العديد من الرياضات البارالمبية، ومن أهمها :

ألعاب القوى: مثل الجري، الوثب، الرمي، رمي الكرة الحديدية، سباقات الدراجات وغيرها.كثير  


لا شك أن الرياضة البارالمبية في المغرب قطعت أشواطا مهمة نحو التطور والازدهار، حيث ساهمت في تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، وتُبشر المؤشرات بمستقبل واعد لهذه الرياضة، وذلك بفضل الاهتمام الحكومي المتزايد والوعي المجتمعي المتنامي وإنجازات الأبطال البارا أولمبيين.

ونأمل أن تُواصل هذه الرياضة مسيرتها نحو تحقيق المزيد من الإنجازات، وأن تُصبح نموذجا يُحتذى به في مجال إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.

تعليقات